لم يغالِ الكاتب مارك توين عندما قال” دمشق لا تقيس الوقت بالأيام والشهور والسنين، إنما بالإمبراطوريات التي شهدت قيامها وازدهارها واستمرارها، فدمشق شكل من أشكال الخلود ”
ففي كلّ يوم نشهد انتصاراً جديداً للحياة وللثقافة والإبداع، يتجلى في أبهى صوره عبر هذا التحدي والإصرار على المثابرة في تحقيق كلّ ما من شأنه أن يحقق الأمن والأمان والتقدم بالثقافة والعلم وارتقاء المنابر التي تليق بحضارتنا وإرثنا العريق.
ولأن الثقافة هي رسالة الحياة كما جاء في عنوان احتفالية أيام الثقافة السورية التي تتزامن مع العيد السادس والستين لتأسيس وزارة الثقافة السورية، فإننا نباهي الأمم بما تجود به أقلام مبدعينا من فكر وعلم وأدب، وبما يقدمه الفنانون من إبداع يجوب الآفاق ويؤكد للعالم جميعه غنى وتنوع النتاج الثقافي الذي ينهل من إرث عريق ليمتد إلى الحاضر على صعيد الأدب والموسيقا والفنون التشكيلية والمسرح والسينما، هذا إلى جانب الأنشطة المختلفة التي تؤكد أهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي وتعزيز الهوية الوطنية عبر التوجه إلى خلق بيئة حاضنة للمواهب اليافعة التي تسلط بوصلتها باتجاه الفكر والإبداع.
فنحن اليوم أحوج ما نكون للتجذر في أرضنا والتمسك بهويتنا في وجه من يتربصون بنا قتلاً وتدميراً ومحاولات يائسة لطمس معالم أوابدنا، ولكن هيهات هيهات.
فمن يتابع الأنشطة الغنية في احتفالية أيام الثقافة السورية، في المحافظات كافة، يدرك مدى إيمان الشعب برسالته السامية التي يحملها على عاتقه في سبيل حماية ذاك الإرث العريق العصي على الاقتلاع.
ومن يبحر في رسائل احتفالية أيام الثقافة السورية، لابد أن يدرك قدرة المبدع السوري على تخطي الصعاب وتجاوز الآلام لينهض ويعلي شأن بلاده بالخير والحب والجمال وقبل كلّ شيء بالإبداع الحقيقي المتمثل في مجالات الفكر والآداب والفنون جميعها.
هي سورية لطالما أهدت العالم من معين فكرها ولاتزال تقاوم في ميادين الحياة وتقدم رسائل حياة، رسائل المحبة والسلام.
السابق
التالي