كلوديا حسن
كصحوة الموت تنفس السوريون هواء سورياً نقياً، بعد الموت السريري الذي عاشوه لسنوات، ففارقوا أحباءهم وهجروا من بيوتهم، وعاشوا الأمل على أن يلتم شملهم من جديد.
الصورة لسوريا اليوم من بعيد تشبه شجرة مغروسة بالأرض، لكن أوراقها متساقطة بفعل خريف طويل لم تفرضه الطبيعة، بل فرضه واقع مرير كان يقوده كيان هش يعيش على القمع والترهيب، وأخيراً التجويع الممنهج.
في المرحلة التي نعيشها اليوم نحتاج أن نسقي هذه الشجرة حباً وانتماء للجذور الضاربة في الأرض، وأن نرمم جراح الماضي بالغفران والسماح لكي تورق الشجرة من جديد فرحاً وحياة وانتماء لوطن ابتلي بزلزال حصد الأرواح، ولم يسأل عن انتمائها وهويتها ولم نتعظ.
نحن اليوم بحاجة لأشخاص يمثلون كل فئات المجتمع، مثقفين وأكاديميين ومتحدثين، يرون الحدث بعين الحقيقة لا بعين الانتماء الضيق، أشخاص يتفق مبدؤهم مع الأمل المنشود للسوريين ببلد قوي بمحبة أهله لبعضهم البعض، يشدون على أيدي بعضهم ولا يرفعون إلا راية الصلح والسماح والعيش المشترك.. راية العدالة ومحاسبة المجرمين فقط ممن تلطخت أيديهم بالدماء.. أشخاص يؤمنون بحق بأن دم السوري على السوري حرام.
هؤلاء يجب أن يكونوا هم صوت السوريين الأحرار على طاولة الحوار الوطني المنشود، الذي لن ينجح إلا إذا كان الحضور نخبوياً يمثل كل فئات الشعب السوري، وبأهدافه يسعى لوحدة السوريين في جسد الوطن المنهك ظلماً وتفرقة وحرباً قوامها الفتنة التي أشعلها النظام الساقط كشماعة تضمن بقاءه.
الأيام القادمة هي مسؤوليتنا كمواطنين ندفن الفتنة معاً، ونعلن قيامة جديدة لسوريا حرة قوامها القانون وعمادها وحدة السوريين ومحبتهم لبعضهم البعض.
#صحيفة_الثورة