الثورة – رفاه الدروبي:
تبدأ الإشكالية من مصطلح المثقف وتعريفه لأنَّ الكثير من المثقفين والباحثين اشتغلوا على مصطلح الدولة، ولم يهتدوا إلى تعريف لها لكنَّهم وجدوا لكلمة المثقف الكثير من التعاريف المذكورة في محاضرة عنوانها: “المثقف وتحديات بناء الدولة” ألقاها الدكتور حازم نهار في اتحاد الكتَّاب العرب بدمشق.
الخوف من فكر الآخر
رئيس اتحاد الكتَّاب العرب في سوريا الدكتور محمد الحوراني ذكر أنَّ الدكتور نهار خرج من سوريا بقصد الثقافة والبحث العلمي، وكان الكاتب والمترجم والمثقَّف الحقيقي، مُشدِّداً خلال حديثه على المشكلة الأساسية الموجودة سابقاً داخل سوريا؛ والمُتجليَّة في الخوف من فكر الآخر، فنظام القوة يخشى من قصيدة أو فكر أو ما شابه ذلك؛ وحين يكون متنوعاً يظهر قوة سواء أكان في المجتمع أم الجسد الثقافي أم عموم المجتمع.
الفكر الديمقراطي
اعتبر الباحث نهار في بداية محاضرته المثقف مَنْ يهتم بالشأن العام، ولديه الوسائل والأدوات للتعبير والتأثير على اهتمامه؛ لكن يوجد تعاريف عدة يمكن تحديدها، وأهمها: التفكير النقدي على الضد من التفكير الأيديولوجي وهناك مثقفون أيديولوجيون، بمعنى: يدافعون أو يقاربون الأمور من خلال أيديولوجيات، ويكون الاختلاف المُبرِّر الفكري للديمقرطية لأنَّ المثقف مهموم بالشأن العام ويُعبِّر عن فئة معينة وكل المسائل تتناقض مع الواقع العام، وأنَّ سوريا جرى التعامل معها من قبل مجتمع التيارات السياسية على أنَّها دولة غائبة وبحاجة إلى إعادة بناء الخطاب الوطني والدولة كونها فضاءً عاماً تبنى على المشترك بين السوريين دون الانحياز لطرف ما.
وأكَّد الدكتور حازم على أنَّ المثقف يكون شعبوياً لا يقدِّم آراء بقصد التصفيق أو أن له حظوة بل التوجه إلى لحظة ما يريدها الجمهور ويمكن أن ينوب عنه شخص موجود ولاسيما صاحب العقل التنويري، وأنَّ سوريا في وقتنا الراهن تقف أمام تحديات هائلة، ويتجلى دور المثقف في اللحظة الراهنة ببناء الحكاية، وثقافة تؤدي إلى بناء روح وطنية لبناء الدولة والأمة.
المشاركة بوضع التشريعات
كما أوضح في معرض إجابته عن التساؤلات المطروحة أنَّ دستور سوريا وُضع في الثامن من آذار عام ١٩٢٠، واستغرقت مدة إنجازه سنة ونصف، وكان من أفضل الدساتير على مستوى العالم لكن “حزب البعث” اتخذ من ثورته في الثامن من آذار تاريخاً له ليكون عملية مسح تاريخي لحدث كبير، مُشدِّداً على حرية المجتمع في التعبير عن الآراء، ولا بدَّ من تعديل النظام الداخلي لاتحاد الكتَّاب، وتبديل المنهج بآخر، وأنَّ بعض الأفكار ذات حساسية خاصة لفكرة الوطنية السورية.
في الوقت ذاته مازلنا نعيش حالة تأنيب الضمير وتشتت سوريا عبر اتفاقية سايكس بيكو في القرن الماضي على الرغم من أنَّها ليست الدولة الوحيدة المتشكِّلة في اتفاقيات دولية، مشيراً إلى دول أوروبية تغيَّرت خارطتها أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية.
#صحيفة_الثورة