الثورة – فؤاد مسعد:
“ممثل حرّيف” هو الوصف الأقرب لما يقدمه الفنان تيسير ادريس من تلوّن في الشخصيات التي يجسدها، فعبر نظرة سريعة لأهم ما قدمه خلال العامين الأخيرين، ندرك أن المبدع الذي جعلنا نتعاطف مع شخصية “اليوزباشي عزت” الذي انتحر إكراماً للحفاظ على نصاعة تاريخه ضمن مسلسل “الزند” في رمضان قبل الماضي، هو نفسه من حلّقنا معه في أجواء روحانية مع شخصية “أبو الوفا الشامي” في مسلسل “أولاد بديعة” برمضان الماضي، حيث استطاع في دور محدود المساحة لم يتعدَ الحلقة 12 من العمل أن يلقى تفاعلاً واسعاً من قبل المتابعين.
وفي رمضان الحالي نراه رجلاً بلا قلب، يقتل بدم بارد بعد أن انتزع الرحمة من داخله، حتى أنه يعض اليد التي امتدت إليه، فوالد موسى الذي أسكنه يوماً في البناء يسدد رميه نحو أبنائه ليصيبهم في مقتل ضمن مسلسل “تحت سابع أرض” إخراج سامر البرقاوي وتأليف عمر أبو سعدة، مؤدياً فيه شخصية “العجان” رجل المافيا الذي صعد من القاع ليكون في صف محدثي النعمة، ورغم الجوانب الإنسانية التي برزت منذ مشهده الأول وهو يُطعم القطة، ثم تعاطيه مع والدته المقعدة وابنه المريض نفسياً، إلا أن ذلك كله لم يشفع للتعاطف معه.
لقد استطاع بأدائه المتقن رسم معالم شخصية متمرّسة بالشر بكل خلجة من خلجاتها، الشر الذي نتلمسه بحركاته وتعابير وجهه وملامحه، ونبرة ونغمة صوته والشكل الخارجي.. كلها تفاصيل، تم الشغل عليها بعناية لتعكس ما بداخله من حقد وسواد. وبدا واضحاً مدى استمتاعه في أداء الشخصية وكأنه يلاعبها، مؤدياً إياها حد الإشباع، تاركاً كعادته في كل موسم درامي بصمته الخاصة عبر دور مميز حيك بعناية بغض النظر عن حجمه.
يضاف إلى هذا الدور حضوره كضيف في “السبع” إخراج فادي سليم، تأليف وسيناريو مشترك بينه وبين سيف رضا حامد، مؤدياً فيه شخصية زعيم الغجر “الفرّاز” الذي يُقتل من الحلقة الثانية، ومشاركته في مسلسل “العهد” إخراج محمد زهير رجب وتأليف عدنان ديوب، وحضوره الكوميدي في مسلسلي “يا أنا يا هي” إخراج فادي وفائي، والجزء الثاني من “ما اختلفنا” إخراج وائل أبو شعر.
#صحيفة_الثورة