الثورة – رنا بدري سلوم:
“اشتهيناكم بهالسكبة”، جملة تقال بخجلٍ أثناء تقديم طبق الطعام للجيران أيام شهر رمضان المبارك، سواء أكانت الوجبة الغذائيّة ذات قيمة أم من حواضر المنزل، فهي تحمل في جعبتها مشاعر المحبّة والمشاركة والثّقة، وخاصة بين أناس اعتادوا هذه العادة الرمضانيّة فيما بينهم.
سِكبة رمضان عادة تاريخيّة متوارثة يتفاخر بها العرب منذ سنين، وحافظ عليها السوريون رغم الظروف التي عاشوها من حروب وصعوبات اقتصاديّة خانقة، فبقيت هذه العادة على حالها يتبادلون أطباق الطعام فيما بينهم، ويتداولون أحاديث تحضيرها ومذاقها، خاصة أنّ لكل منطقة سوريّة طريقتها ونكهتها المميزة في تحضيرها.
وفي أيام الشهر الفضيل لم تتغيّر عادة تبادل سكبة رمضان بل أصبحت أكثر تنوّعاً في ظل انفتاح الأسواق على البضاعة المتنوّعة التي سهّلت على ربّة المنزل تحضير مائدة الإفطار، وخاصة المؤنة المعلّبة التي وقفت الكهرباء عائقاً أمام تحضيرها في المنزل- بحسب ربات المنزل، تقول إحدى جاراتي في الحيّ: إن الكثير من الوجبات الرمضانية تحتاج إلى وقت طويل لتحضيرها، لذا تساهم الجارات معي في تحضيرها ونقتسم الوجبات فيما بيننا، خاصة أننا تشاركنا فيها مادياً ومعنوياً، كأكلات ورق العريش والملفوف والمحاشي والكبب، وغيرها من الأطباق العربية المتوارثة، والتي تحتاج الكثير من الوقت والجهد.
في حين يجيبني الطفل محمد عندما سألته، ماذا تعني لك سكبة رمضان.. قال: تبادلت مع صديقي صحناً من “البوشار” مع المقرمشات اللذيذة.
هي واحدة من العادات الرمضانيّة، ليست بنوعيّة الطعام وقيمته وكميّته، بقدر ما هي عادة جميلة تخلق جواً من المحبة والألفة والتشاركية في السراء والضراء.
#صحيفة_الثورة