ماذا يعني أن تكون عضواً في اتحاد أو هيئة أو منظّمة، أو تحمل على عاتقك مسؤوليّة أن تكون في الواجهة، فتتراكم عليك المهمّات، ولا تستطيع أن تحكّ رأسك- كما يقال- من كثرة الطلبات والمشاغل العامّة التي تنسيكَ أن تأكل وجبتكَ الغذائيّة.
ماذا يعني أن تنضمّ إلى مجموعة لا تتفّق معها بشيء سوى أنك تسير معها؟ سؤال وددّت أن أتوجّه به إلى كلّ من لم يحظ بمنصب أحد “العضاوات”، وكشّر غيظه أثناء حلّ إدارة اتحاد الكتّاب العرب، وكأنّ الفرصة قد حانت للقدح والذّم بإدارته السّابقة التي لم تكن فاتحة أبوابها لكل من هبّ ودب في التقدّم إليّها بطلب الانتساب، فأصبح يردد في الأروقة نحن وأنتم!
ويؤسفني أنّ ثلّة من هؤلاء يتصدّرون المشهد الثقافيّ الذي أتابعه عن كثبٍ وأعرف حكايا مدينته الفاضلة التي نطمح إلى تحقيقها- وإن كان بحبر أحلامنا، ليس دفاعاً عن أحدٍ بقدر ما هو استهجان من الانشقاقات في صفوفنا نحن معشر الكتّاب، حالة صحيّة نعيشها لترتيب البيت الأدبيّ الذي يضمّنا جميعاً ليس كصفةٍ وظيفيّة بقدر ما تجمعنا واحته الغنّاء في فنونه شتى، فكما عرّف ميخائيل نعيّمة “الأدباء يَخلِقون ولا يُصنعون”، فمهما سعى الفرد إلى رضا المجموعة عليه أن يسأل نفسه، هل هذه المجموعة تمثّلني أم أنّها لتحقيق الشعبيّة والشّهرة والظهور..؟
علينا أن نعترف أنّ الأدب اليوم يقولبنا ويفرّغنا في قالب كي يُضْفي علينا شكلاً وأبعاداً قد تكون محدَّدة وجديدة، علينا أن نتملك مرونة التغيير في المرحلة الانقلاب التي نعيشها، الانقلاب على الفساد والرشوة والمحسوبيّات التي كنّا نعيش تحت سياط تعذيبها بوضوح وصمت، وعلينا أن نعترف أننا يوماً نمنا على وسادة القلق ونحن ممتلؤون بالألم، متخمون بأحلام اليقظة واليقظة فقط.