الثورة – همسة زغيب:
نظّم الباحث السوري في الآثار فاروق سايس مجموعة من الأفكار والأنشطة الفعّالة للأطفال، في المتحف الوطني بدمشق.. ونالت تصاميمه الإبداعيّة نجاحاً كبيراً، وطريقة حديثة وفعّالة لتطوير الإبداع لدى الأطفال في استكشاف مفهوم الأبعاد والأشكال، وتحويل أفكارهم وخيالهم إلى لوحات فنيّة جميلة، ما يُعطيهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم بطرق جديدة وغير تقليديّة، وتنمية قدراتهم العقليّة والبصريّة.
وفي تصريح لـ”الثورة” قال الباحث سايس: صمّمت لعبة تفاعليّة تنمي مهارات الأطفال وتعرفهم بالأماكن الأثرية في سوريا، وتأخذهم في رحلة خياليّة عبر التاريخ وتشجعهم على استخدام الورق كوسيلة للتعبير والإبداع، بهدف لنشر الوعي بالتراث السوري العمراني والثقافي، وترسيخ مفهوم الهوية الثقافية والانتماء لدى الأجيال، وتشجيع الباحثين والعاملين في هذا المجال، وهذا العمل موجّه لعمر ما بين ٨ – ١٢ سنة.
وبيّن سايس أن “لعبة الحصن” من أهم أعماله، وقد استغرقت سنوات حتى رأت النّور وهي موجّهة لجميع الفئات العمريّة، ويعد مشروعاً ثقافياً ترفيهياً تعليمياً يروّج للمواقع الأثريّة وهو مؤلف من عدّة أطباق من الكرتون القوي مرقّمة حسب التسلسل، ويوجد مخطط مرفق يمكن أن يبني الموقع خطوة خطوة ليتشكّل في النهاية ماكيت متكامل لموقع أثري، ساعدت على توسيع مدارك الأطفال وقدرتهم على التركيز، وتنمية روح المحبّة والتشاركيّة بين أفراد الأسرة الواحدة من خلال اجتماعهم على تنفيذ هذه الماكيتات، وتجعل الطفل يفكر بعقليّة المهندس.
كما أوضح الباحث أنه كل عام يشارك بهذه الفعالية لتعليم الأطفال عن ثقافة وتاريخ سوريا، ومن خلالها يتم التعريف بالمواقع الأثرية والتاريخية في البلاد، وتنمية القدرات العقلية والذهنية والحسية وتنمي المعلومات الأثرية والفن المعماري والهندسة المعماريّة، إضافة للتحفيز على التفكير كونها تحتاج إلى تركيز كبير أثناء تركيبها، وتساعده على تكوين أفكار حول الموقع الذي يقوم بتكوينه وتدفعه للبحث عن قراءة المزيد حول الموقع الذي أنجزها، كما أنها تعتبر لعبة ترويجية للمناطق الأثرية في سوريا، ووصلت إلى عدد من الدول الأوروبية واستراليا وأميركا وأنه قد قام بصنع ماكيت كبير الحجم لقلعة المرقب تم وضعه في صالة الزوّار بالقلعة.
وفي القريب سيتم نشر ماكيت لقلعة حلب، ودير القديس سمعان في حلب، كما يعمل سايس على صنع تصاميم ماكيتات لباقي المواقع الأثرية في سوريا المسجلة على لائحة التراث العالمي، انتهى من تصميم مآذن دمشق، وستكون فعالية يوم المتاحف العالمي تركيب ماكيتات مآذن الجامع الأموي: مئذنة عيسى، ومئذنة قاتباي ، ومئذنة العروس.
وخطته لهذا العام- والقول له- القيام بورشات عمل مجانية عن المواقع الأثرية لمعظم مدارس مدينة دمشق الحكومية بالتنسيق مع مديرية التربية ومديرية البيئة في دمشق، وفي المستقبل سوف أتوجه للعمل على مواقع أثرية عربية وعالمية، وهذه الأعمال سوف تساهم في نشر وتنمية الثقافة العربية للمواقع الأثريّة والمحافظة عليها، وهي تتوافق مع معايير اليونيسكو في تنمية التراث الثقافي.
يذكر أن الفنان التشكيلي فاروق سايس خريج علم الآثار، وابن قلعة الحصن من مدينة حمص، يبتكر ألعاباً وتصاميم تعليمية ثقافية هادفة تنمي القدرات وتزيد معلوماتهم التاريخية، وتعرفهم بالأماكن الأثرية في سوريا، وهي من الأعمال التوثيقية والترويجية والتعليمية.