هل تجرؤ على الاعتراف: (وحدتي أعظم إنجازاتي)؟!

الثورة – لميس علي:
بحسب مفهومك لمعاني الوحدة أو العزلة، تأتي جرأتك قبولاً أو نفياً.

وفي حال القبول فما هو إلا دليلٌ على غنى عالمك الداخلي الذي يجعلك تعترف (وحدتي أعظم إنجازاتي).

يرى البعض أن خوف الإنسان من مصاحبة نفسه أو عدم قدرته على مصاحبتها هو السبب الأول الذي يدفعه لكره الوحدة/العزلة.

كان باسكال ممن أشاروا إلى أن معظم مشكلات المرء تأتي من عدم قدرته على الجلوس وحيداً في غرفته.

بينما تفنّن البعض الآخر في (اختراع العزلة) على طريقه “بول أوستر”، و”فرجينيا وولف” في غرفتها التي تخصّها وحدها، حيث تُختزن الأفكار، فتعمل على خلقها وصقلها لتغدو شيئاً ما يشبه المرء ويطبع من خلاله بصمته في عوالم تُعيد ابتكار الحياة بحسب رؤاه.

يبدو أن المعاني التي تقصّدها كل من “أوستر” و”وولف” في عيش العزلة تُبقيها في إطارها الإيجابي.. وهي قياساً إلى الوحدة كذلك.. لأنك عملياً حين تحيا عُزلتك فأنت لست وحيداً بحسب “حنا أرندت”، (لأن العزلة وأنت تفكر ليست عزلة.. لأن بها أنت ونفسك، أما حين تمتنع عن التفكير فأنت في عزلة) بمعناها السلبي، وربما تحوّلت لوحدة.

ومع ذلك ثمة خلطٌ بين المعنيين، وعدم قدرة على ضبط الفروقات بوضوح كامل.. فيصبح هناك نوعٌ من التماهي بين المفردتين.. فهل من يستطيع عيش (العزلة)، يصبح قادراً على قبول (الوحدة)؟

كلتا المفردتين تحتاجان غنى العالم الداخلي للمرء.. فبأي معنى يأتي هذا الغنى؟

بحسب “أرندت” بالمعنى (الفكري).. أي القدرة على توليد الأفكار ومرافقتها.. فأنت لستَ وحدَك وأنت قادرٌ على التفكير.. وحين تتوقف عن التفكير تصبح منعزلاً حتى عن نفسك فتحيا الوحدة بمعناها السلبي.. وبالتالي وبحسب غنى وجودة أفكارنا نصبح أقدر على مصادقة ذواتنا.

بهذه الطريقة تغدو (العزلة/الوحدة) وسيلة لاشتقاق طبقات معرفية وفكرية من أنفسنا.

نتأمّل عبرها تقلّبات (الذات).. نبصرها بكل هيئاتها ومن مختلف زوايا الرؤية.. ونتعرّف عليها بأعمق نقطة في طيّاتها.

تحذّر صاحب (تفاهة الشر) من أننا إذا فقدنا قدرتنا على العزلة، فإننا نفقد قدرتنا على التفكير.. كأن (الوحدة/العزلة) مرآة.. أو مجموع مرايا تتوضّع كل واحدة منها في ركن قصيّ من خفايا (الأنا/الذات) تعكس ما فيها.. وتُظهره على مرأى من عيون قلوبنا.

باختصار هي أداة لاكتشاف المنجم الداخلي.. لتفجير كنوزه.. وإظهارها للعلن.. فكيف لا يخطر، لمن أتقن مصاحبة نفسه، الاعتراف: وحدتي أعظم إنجازاتي؟!

آخر الأخبار
رفض الهجري للسلطة المركزية يعمّق الأزمة في السويداء ويثير تساؤلات حول البدائل المطروحة  توقف السرافيس في حلب يعيد رسم مشهد النقل "المالية" تعلن رفع الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل على الرواتب والأجور مع تعذر إدخال كميات جديدة من الوقود..  "الاتصالات": الخدمات في السويداء ستبقى عرضة للانقطاعات  أكاديميو طرطوس لـ"الثورة":  سوريا الواحدة الموحَّدة أمانة في أعناقنا  المبعوثة البريطانية: تقرير التقصي حول أحداث الساحل رسالة بأن المحاسبة ستشمل جميع الجرائم  باراك: احتواء الأعمال العدائية في السويداء يتم بوقف العنف وحماية الأبرياء   بحث احتياجات المهجرين من السويداء مع "الأغذية العالمي" بدرعا سوريا تندّد بمنع دخول قافلة إنسانية إلى السويداء وتحذّر من تداعيات أمنية خطيرة داعم للأسر الريفية في طرطوس.. "تربية الأبقار" مشروع متناهي الصغر رويترز: شركات أميركية تعد خطة لإعادة تأسيس البنية التحتية للطاقة في سوريا من التسرّب إلى التسوّل.. حكايات ترقب بصيص النور في نفق الأمل تفقد مراكز إيواء المهجرين بالريف الشرقي في درعا استبدال وتوسيع مراكز تحويل كهرباء بالقنيطرة دعم المحاصيل وتحسين أنظمة الري في ريف سمعان بحلب آثار حلب تستعيد نحو 1000 قطعة أثرية ثمينة حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق