الثورة – مها دياب:
في عالم يزداد ازدحاماً وضجيجاً، تبقى الطبيعة بالمساحة الآمنة التي تحتضن الإنسان، وتمنحه الراحة والتوازن، وتلهمه للحفاظ على البيئة واستدامتها، لتوفر الهواء النقي، وتحسين الصحة النفسية والجسدية.
إلا أن هذا الجمال ليس أبدياً إن لم نحمله على أكتاف المسؤولية، ففي ظل تغير المناخ والجفاف الذي يهدد أراضينا، تصبح كل غرسة أملاً، وكل يد تمتد للزرع هي وعد بالمستقبل، فسوريا، التي عرفت بجمال طبيعتها وتنوع بيئتها، تستحق بعد سنوات طويلة من الصراع أن تبعث بخضرتها من جديد، وأن تعود المروج تروي حكايات الأجيال كما كانت دائماً.
حملة “ريفنا أخضر” زرع الحياة في أرضنا بهذا الإيمان، اجتمعت المؤسسات الأهلية “مدينة الياسمين” و”يراع وإبداع” بالتعاون مع المجلس المحلي في مدينة صحنايا و”منظمة إنسانيون للإغاثة والتنمية” ومتطوعون من المجتمع المحلي، لتنطلق حملة التشجير في المدينة، وتم زرع 200 شتلة إلى الآن في الحدائق العامة، في خطوةٍ رمزية تعكس الأمل في استعادة رونق الأرض وحيوية بيئتها.
بصمة أمل
مدير مؤسسة يراع وإبداع رانيا نكد، وحول أهمية التشجير قالت: إن كل شتلة تزرع هي بصمة أمل، وهي حماية للأجيال القادمة، وإيمان بأن الطبيعة ليست مجرد مشهد نراه، بل مستقبل نبنيه”.
وذكرت مدير مدينة الياسمين سهر كشيك: إنه في زمن تغيرات المناخ، تصبح الأشجار أكثر من مجرد زينة، إنها أمل في سقوط المطر، ومصدر للحياة، ومساحة لنقاء الهواء، فزرع الأرض ليس عملاً فردياً، بل هو روح جماعية تعيد تشكيل بيئتنا نحو الأفضل.
لنُعيد للأرض نبضها
أحد المشاركين بالحملة قال: ليس التشجير مجرد غرس للأشجار، بل هو غرس للأمل، وحفاظ على الأمانة التي أورثناها لمن يأتي بعدنا فسوريا، الأرض التي أزهرت يوماً واحتضنت الطبيعة بحب، تستحق أن تعود خضراء، فلتكن كل يد تمتد للزرع وعداً بحياةٍ أكثر إشراقاً، ولتكن كل شتلة تسقى قطرة من المستقبل.