الثورة – سهى درويش:
باتت تجربة التسوق الإلكتروني تستحوذ على اهتمام الكثير من الناس حول العالم، ومنها سوريا التي تشهد نمواً بطيئاً، لكنه ملحوظ، وتحديداً مع انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي حين حوّلت منصات مثل: فيسبوك، إنستغرام، وتيليغرام إلى أسواق مفتوحة يعرض فيها الأفراد والمتاجر منتجاتهم من مشغولات يدوية وملابس وأحذية ومستلزمات منزلية وأجهزة إلكترونية وحتى الغذائية وتعتبر فرصة للعمل الحر أو التسويق وصولاً لتوصيل الطلبات.
“شي إن” الأكثر رواجاً
بدأت فكرة التسوّق تلقى رواجها عبر الإنترنت مع فترة الحظر المفروض بسبب وباء “كورونا”، وسعي بعض المحال التجارية لتسويق منتجاتها عبر صفحات التواصل الاجتماعية، مع عرض التوصيل والتبديل، وتوسعت الفكرة لتكون بوابة الترويج للمنتجات والوصول لأكبر شريحة في المجتمع، ومع التواصل أكثر بدأ التوّجه للتسوّق من “شي إن” المفضل للبعض ممن يسعون للانفتاح على موضة العصر، في ظل ضعف السوق المحلي.
ووفق ما رأته إحدى المسوّقات فهو نافذة جديدة أمام المستهلك الباحث عن خيارات بديلة في ظل تضاؤل المعروض وتزايد الأسعار في الأسواق.
وأخرى أشارت إلى رغبة المتسوقين بشراء بضائع جديدة ونوعيات جيّدة وتحديداً للشباب حين يتهافتون على كل ما هو غريب ومتميز.
ورأت إحدى المتسوقات أن الشراء من مواقع التواصل وسيلة مريحة، وتوفر خيارات متعددة لمعظم ما نتسوقه وتشكّل عامل جذب للشراء، إضافة لرخص أسعارها مقارنة بأسعار البضائع المحلية.
اقتصاد المعرفة
الدكتور باسم غدير غدير- كلية الاقتصاد بجامعة اللاذقية قال لـ”الثورة”: إن هذه التجربة لاقت صداها، ومفهوم التسويق الإلكتروني أو التسويق الرقمي كما يسمّى في العديد من الأدبيات، هو استخدام الإنترنت والتقنيات الرقمية عموماً في التسويق من خلال المنصات المعروفة كالمواقع الإلكترونية ومحركات البحث ووسائل التواصل الإلكترونية المختلفة، وهو جزء أساسي من مفهوم التجارة الإلكترونية التي تعدّ التطبيق الأبرز لما يسمّى اقتصاد المعرفة.
وأضاف الدكتور غدير: إن التسويق الرقمي يعد اليوم من أبرز أدوات المنافسة في الاقتصاد العالمي، إذ يمكّن المنظمات من الوصول إلى جمهور واسع بتكاليف أقل وفاعلية أكبر وابتكارات متجددة مقارنة بالتسويق التقليدي.
ولفهم أكبر يمكننا التعرف على التسويق الإلكتروني من خلال عناصره (عناصر المزيج التسويقي الإلكترونية) والتي تطوّرت عن العناصر المعروفة في التسويق كالـ (4P’;s) والـ (7P’;s)، وتم تصنيف عناصر المزيج التسويقي الإلكترونية بتصنيفات عدة (9 أو 10 أو 12).
ولفت الدكتور غدير إلى أن تصنيف التسويق الإلكتروني يتكون من عشرة عناصر هي: تصميم الموقع- توفير الأمن- تصنيف المنتجات- المجتمع الافتراضي- خدمة الزبون- السعر- الترويج- التوزيع أو المكان- الخصوصية- التخصيص، مشيراً إلى أن تلك العناصر توضّح للدارس والباحث النطاق الذي يتحرك فيه التسويق الإلكتروني.
إيجابيات وسلبيات
لفت الدكتور غدير إلى وجود عشرات البنود التي توضح إيجابيات التسويق الإلكتروني منها تخفيض التكاليف، والمنفعة المكانية حيث الوصول العالمي تمكّن الشركات من الوصول إلى أسواق جديدة دون وجود فعلي.. إضافة إلى المنفعة الزمانية من خلال إمكانية التوفّر على مدار العام والأشهر والساعات.
وأوضح أنه لابدّ من بحوث التسويق التي توفّر تحليلات دقيقة عن سلوك المستهلكين، ما يساعد في تحسين الخطط التسويقية وكذلك التفاعل المباشر مع العملاء، من خلال الردود السريعة والتواصل المباشر.
وأشار الدكتور غدير إلى العديد من التحدّيات التي يتم العمل دائماً على تجاوزها، ومنها: تحديات أمن المعلومات المتمثلة في خطر الاختراقات وفقدان بيانات العملاء والمنافسة الشرسة خاصة من الشركات العالمية التي تهيمن على الأسواق الرقمية، إضافة لتفاوت القدرات الرقمية حيث الشركات الصغيرة في الدول النامية قد لا تمتلك أدوات تنافسية كافية، موضحاً الحاجة لبنية تحتية قوية ولا يمكن نجاح التسويق الرقمي من دون وجود إنترنت سريع، وخدمات دفع إلكتروني موثوقة.
البنية الرقمية
وعن امتلاك سوريا بنية رقمية مؤهلة للتسويق، بيّن الدكتور غدير أن هناك نقاط قوّة عديدة فيما يخص البنية الرقمية منها: المورد البشري المتميز في مجال المعلوماتية، والكفاءات التي تحتاج إلى الفرص فقط، وبنية تحتية تتمثل في انتشار الهواتف الذكية بشكل كبير.
وأشار إلى النشاط الكبير للسوريين على وسائل التواصل الاجتماعي: فيسبوك وإنستغرام ومختلف المنصات ما يخلق بيئة مهيأة للتسويق الفردي، وهناك محاولات من بعض المشاريع الصغيرة: مثل المتاجر على إنستغرام وواتساب التي تسوّق منتجاتها الكترونياً.