ثورة اون لاين: كمن اعتاد سلوكا ما زمنا طويلا وما عاد قادرا على اعتياد غيره , يبدو أن أميركا ومعها الغرب اعتادا ما يعجزان اليوم عن استبداله , رغم اختلاف الظروف والأجواء ورغم ظهور عوامل جديدة وقاهرة , تستدعي بالضرورة تغيير ما اعتاداه من الهيمنة والتسلط على العالم وعلى الشرق الأوسط تحديدا .
إذ من الواضح أن أميركا والغرب لم يستوعبا بعد حجم ومدى المتغيرات الجديدة في العالم , وقيام تكتل عالمي كبير وجديد مناهض لهما , ويتمتع بالقوة في كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية والعسكرية القادرة على لجمهما على الأقل , تكتل تقوده روسيا والصين في إطار مجموعات وتكتلات دولية ناهضة كمجموعة دول بريكس ومنظمتا تعاون شنغهاي والأمن الجماعي .
غير أن إعلان الخارجية الروسية الواضح والصريح قبل أيام أن شكل العالم الجديد وتوازناته وقواه العظمى سوف تحدده نتائج التسوية الجارية على الأزمة في سورية , فضلا عن المواقف والتصريحات الروسية والصينية المعتادة منذ بدايات هذه الأزمة, كل ذلك يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك والريبة , أن على أميركا والغرب الأوروبي أن يأخذا بالحسبان اليوم ضرورة تغيير ما اعتادا ممارسته من أنماط الهيمنة والتسلط على دول الشرق الأوسط وشعوبها وثرواتها, وإلا فإنهما أمام احتمالات تصادم ومواجهة ليست في مصلحتهما , خاصة أنهما يرزحان تحت وطأة أزمات اقتصادية ومالية حادة ومزمنة .
رأسمالية أميركا والغرب التي بلغت حدود التوحش اليوم , والتي لطالما وجدت في الهيمنة والتسلط على الآخرين ونهب ثرواتهم ومدخراتهم حلولا ومخارج لها , بدأت اليوم تعجز عن إيجاد الحلول والمخارج لأزماتها وتفاقماتها , ولتبلغ استحقاقا ينتظرها منذ زمن بعيد , فإما الانهيار وإما الانخراط في معادلات العالم الجديد الذي لن تكون هي الرأس المدبر والصانع للقرار والمصير فيه على الإطلاق !!
خالد الأشهب