منطقــــة الراموســـــة الصناعيــــة بحلــب بيـــن الصعوبـــات والحلـــــول المقترحـــــة.. مطالبـات بزيـادة مخصصـات المـازوت .. منـح تراخيــص إدارية مؤقتـة .. وتبسيط الإجراءات للحد من الروتيـن

ثورة أون لاين – فؤاد العجيلي

تعد منطقة الراموسة من المناطق الصناعية الهامة والمختصة بصيانة السيارات وإنتاج هياكل الباصات والسيارات وغرف القيادة والمقطورات وأنصاف المقطورات والحفارات المعدة للتصدير،

كما تتميز بالسمعة الكبيرة في صناعة الجلود ودباغتها وصناعة وتحضير المصران المعدة للتصدير.‏‏‏

وفي منطقة الراموسة الجديدة وبعد تطهير محيطها من دنس المجموعات الإرهابية المسلحة وصل عدد المنشآت الصناعية إلى 400 منشأة.‏‏‏

الجهات المعنية بالمحافظة تتابع بشكل حثيث هذه المنشآت لتوفير مستلزمات العمل والإنتاج لها الكفيلة بدوران عجلة الصناعة الوطنية، ولكن رغم ذلك مازال الحرفيون والصناعيون في تلك المنطقة يعانون بعض الصعوبات، وفي مقدمتها مادة المازوت اللازمة لتشغيل المولدات والحراقات والمحركات، وهذا ما تم كشفه خلال الجولة التي قامت بها صحيفة الثورة إلى منطقة الراموسة برفقة رئيس اتحاد الحرفيين بحلب بكور فرح.‏‏‏

في منطقة الدباغات تحدث الحرفي عطا طاهر درمش مشيراً إلى أن حرفة دباغة الجلود منشآت متكاملة بحاجة إلى دعم من الحرف التي تمتاز بها محافظة حلب، ومنها يتم تصدير الجلود بأنواعها إلى دول العالم نظراً لما يمتاز به من جودة وإتقان، فهذه المهنة غالباً مايتوارثها الآباء عن الأجداد ويورثونها لأبنائهم وأحفادهم حيث يدخل إلى المنشأة جلد الخروف أو البقر أو الماعز ويخرج جلداً جاهزاً للتصنيع، وغالباً ما يكون مصنوعاً على شكل ألبسة ومعاطف فيتم تصديره لدول العالم.‏‏‏

/100/ ليتر مازوت أسبوعياً ؟!‏‏‏

ويعرض درمش معاناتهم كحرفيين أنهم بحاجة إلى مادة المازوت وبشكل جيد، حيث إن الكمية التي تم منحها لهم هي /100/ ليتر أسبوعياً، وهذه الكمية لا تكفي لتشغيل الحراقات لمدة يوم كامل، وأوضح أن كل منشأة إذا أرادت أن تعمل بشكل متوسط أي بمعدل / 10 / ساعات عمل فهي بحاجة إلى نحو /200 / ليتر يومياً، وهذا بالطبع إلى جانب وجود الكهرباء … ومن معاناتهم أيضاً – كما يضيف درمش – ارتفاع أسعار المواد الأولية، وارتفاع أجور الشحن.‏‏‏

أما رئيس الجمعية الحرفية للدباغة وتحضير المصران الحرفي عبد القادر بدر فقد أشار إلى أن منطقة الدباغات تحوي / 125 / منشأة في مجال دباغة الجلود وتحضير المصران كان يعمل فيها نحو / 3000 /عامل، منها / 30 / منشأة عاملة في دباغة الجلود و/ 20 / منشأة عاملة في تحضير المصران، لافتاً إلى أن بقية المنشآت من الممكن أن تعمل ولكن بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي.‏‏‏

الكهرباء وحدها لا تكفي‏‏‏

أما الحرفي طلال بركات عضو جمعية صيانة السيارات وعضو في لجنة تأهيل الراموسة أشار إلى وجود / 250 / منشأة قائمة في منطقة الراموسة الجديدة في مجال صيانة السيارات وصناعة الهياكل، يعمل في كل منشأة نحو / 5 /عمال، لافتاً إلى أن إصلاح الشبكة الكهربائية ساهم في تنشيط عملية الإنتاج، وخاصة أن التيار الكهربائي يصل كل يوم / 6 / ساعات موزعة على / 3 / ساعات صباحا و/ 3 / مساء، ولكن رغم ذلك فما زالت المنشآت بحاجة إلى مادة المازوت، إذ إن نقص كمية المازوت يؤدي إلى خفض الإنتاج، الأمر الذي ستكون له منعكسات على عجلة الصناعة.‏‏‏

رئيس اتحاد الحرفيين بحلب بكور فرح وحيال كل ما أبداه الحرفيون خلال الجولة الإطلاعية أوضح أن المكتب التنفيذي لاتحاد حرفيي حلب وعملاً بالتوجيهات الهادفة إلى دعم التنظيم الحرفي ودفع عملية الإنتاج، فإنه يقوم بجولات دائمة دورية إلى منطقة الراموسة والمناطق الصناعية.‏‏‏

وفيما يتعلق بطلبات ومعاناة حرفيي منطقة الراموسة أشار فرح أنه تم رفع عدة كتب ومراسلات إلى المحافظة بخصوص طلب زيادة الكميات المخصصة من مادة المازوت، وقد تم إعلامنا شفهياً بزيادة الكمية اعتباراً من / 1 / أيار من العام الحالي، وهنا أقترح كرئيس للاتحاد تزويد كل منشأة حسب حاجتها الفعلية، ولدينا هنا في المكتب التنفيذي دراسة حول احتياجات كل منشأة، وخاصة أن هنالك منشآت تحوي حراقات وهي بحاجة إلى كميات مضاعفة من المازوت ضماناً لاستمرارية عملها.‏‏‏

وأضاف رئيس اتحاد حرفيي حلب أنه يوجد في منطقة الراموسة الجديدة / 40 /حرفياً مهجراً جاؤوا من المناطق المنكوبة، ويتم دعمهم بكافة المستلزمات، وخاصة بالنسبة للمازوت كل أسبوع / 100 / ليتر، وفيما يتعلق بالشبكة الكهربائية فقد تم التواصل مع شركة كهرباء حلب لصيانتها، حيث تم صيانة / 6/ مراكز تحويلية في منطقة الراموسة، الأمر الذي أدى إلى تحسن واقع التيار الكهربائي.‏‏‏

ودعا فرح الإخوة الحرفيين المقترضين من المصرف الصناعي إلى ضرورة تسديد ذممهم ليتمكن المصرف من منح قروض للحرفيين المحتاجين.‏‏‏

وتوجه رئيس اتحاد حرفيي حلب في ختام حديثه بالشكر إلى كل من يدعم التنظيم الحرفي في محافظة حلب ليتمكن من القيام للنهوض بواقع الصناعة والإنتاج.‏‏‏

واقع وحلول‏‏‏

مدير الصناعة في حلب المهندس معن جذبة أكد أن مديرية الصناعة ومن خلال متابعاتها الدائمة قامت بالتواصل مع محافظة حلب لمنح تراخيص إدارية مؤقتة للصناعات والحرف المهجرة من المناطق غير الآمنة ومنحها حوامل الطاقة، وكذلك تم التواصل مع مديرية مالية حلب لفك التشابكات المالية بينها وبين المنشآت الصناعية وربط الإعفاءات المالية للمنشآت المنتجة مع عدد العمال المشتغلين، كما تم العمل على تأمين حوامل الطاقة / الكهرباء – المازوت /وذلك بالتواصل مع مؤسسة الكهرباء واللجنة الفرعية للمحروقات في محافظة حلب.‏‏‏

وأضاف مدير الصناعة: تمت زيارة منطقة الراموسة الصناعية بتاريخ / 1 / شباط / 2015 / وتم الوقوف على بعض الصعوبات ووضع المقترحات للمعالجة، وتم رفعها بمذكرة إلى وزارة الصناعة برقم / 230 / ب / 11 / 3 /تاريخ / 3 شباط / 2015 /.‏‏‏

وأوضح المهندس جذبة أن من بين الصعوبات هي عدم توافر مادة المازوت في المنطقة بالتسعيرة الحكومية، حيث يلجأ بعض الصناعيين إلى شرائها بأسعار عالية تدخل على كلفة المنتج ما يؤثر سلباً على منافسة المنتج المحلي للمنتج المستورد، وكان المقترح للمعالجة تخصيص كازية الشياح لتأمين حاجة المنطقة من مادة المازوت وفق جداول تعتمد من مديرية الصناعة بحلب وتضم أسماء الصناعيين المرخصين بعد الكشف عليهم أصولاً وتوزيع هذه المادة حسب المخصصات المعتمدة من واقع السجل الصناعي والحرفي وبإشراف مديرية الصناعة ومندوبين من شركة محروقات حلب ومديرية التجارة الداخلية بحلب.‏‏‏

ومن بين الصعوبات التي تم لحظها خلال الزيارة كما يذكر مديرالصناعة هجرة الأيدي العاملة الفنية الماهرة إلى المناطق الأكثر أمناً ما انعكس سلباً على سمعة المنطقة صناعياً، وكان المقترح لمعالجة هذا الموضوع إعطاء مزايا تشجيعية بإعفاء المنشآت القائمة والمستثمرة من الضرائب المالية وتوفير المناخ الصناعي الملائم لإقلاع منشآتهم بالشكل الأمثل.‏‏‏

وفيما يتعلق بدباغة الجلود كان المقترح من مديرية الصناعة التواصل مع وزارة الإقتصاد لتسهيل تصدير المنتج في حالة /البكلس – الوايت بلو – الكراست/ وذلك من أجل تشجيع صناعيي تحضير الجلود ودباغتها.‏‏‏

ومن الصعوبات التي تم لحظها أيضاً تواجد بعض الصناعيين دون حصولهم على موافقة إدارية من الجهة المختصة، فتم الإقتراح بالتواصل مع وزارة الإدارة المحلية بهدف تسوية أوضاعهم أصولاً ولمنح إشغال مؤقت ينتهي بزوال الأسباب ليتم تزويدهم بحوامل الطاقة لتشغيل منشآتهم.‏‏‏

كلمة أخيرة‏‏‏

بعد هذا العرض لمنطقة الراموسة الصناعية ومن أجل دعم الاقتصاد الوطني وتشجيع اليد العاملة على الاستمرار، نجد – والحديث للمحرر – أنه يجب على الجهات المعنية أن تولي هذه المنطقة ما تستحقه من اهتمام، وخاصة لجهة دعمهم بمادة المازوت التي تعد الشريان الأساسي لدوران عجلة الإنتاج، وكذلك تسهيل الإجراءات بخصوص منح تراخيص إدارية مؤقتة وتسهيل الإجراءات والحد من الروتين، فهل تعمل الجهات المسؤولة على تسهيل أمور الصناعيين والنهوض بالصناعة الوطنية؟.‏‏‏

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S