الثورة:
في مشهد يعكس تحولات إقليمية لافتة بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع ، عبّر الرئيسان اللبناني جوزيف عون والعراقي عبد اللطيف جمال رشيد في كلمتيهما أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، عن تطلع بلديهما لفتح صفحة جديدة مع سوريا تقوم على تجاوز أعباء الماضي والانطلاق نحو تعاون شامل يعيد رسم العلاقات الثنائية.
وأكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن بلاده تسعى إلى إرساء علاقات مميّزة مع دمشق تتخطى التباسات الماضي وتمهّد لتفاهمات شاملة، مشيراً إلى أن لبنان يواجه حالة لجوء غير مسبوقة قياساً بعدد السكان، وأن الحل يكمن في شراكة متكاملة مع الأمم المتحدة ومع السلطات السورية لضمان عودة اللاجئين بكرامة وأمان. ولفت عون إلى أن المفاوضات مع دمشق تجري بشكل مباشر وبرعاية المملكة العربية السعودية للتوصل إلى اتفاقات عملية تشمل مختلف المجالات وتعزز حسن الجوار.
من جهته، عبّر الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد عن تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون مع سوريا وزيادة الشراكة في شتى القطاعات ولاسيما مكافحة الإرهاب، بما يرسّخ العلاقات الثنائية ويدعم تطلعات الشعبين نحو الاستقرار والتقدم. وأكد في كلمته التزام بغداد بدعم وحدة الأراضي السورية ومنع أي اعتداءات على سيادتها، مندداً بالهجمات الإسرائيلية على دول المنطقة بما في ذلك سوريا ولبنان وقطر، وداعياً إلى تحرك دولي شامل وسريع لوقف هذه الاعتداءات.
وشدد الرئيس العراقي على أهمية التعاون مع دول الجوار في مواجهة تحديات التغير المناخي وإدارة الموارد المائية، داعياً إلى تبني مقاربات شاملة تضمن التوصل إلى تفاهمات راسخة بين العراق وإيران وتركيا وسوريا حول ملفي دجلة والفرات بما يحقق توزيعاً عادلاً ومنتظماً للمياه ويمنع الضرر ويعزز المنافع المشتركة.
توحّد رسائل الرئيسين اللبناني والعراقي في التعبير عن رغبة حقيقية بإعادة صياغة العلاقة مع دمشق ضمن إطار إقليمي ودولي أوسع، فالتقاطع بين ملف اللاجئين، والتعاون الأمني، وإدارة الموارد المائية يعكس توجهاً جديداً نحو حلول جماعية تُخرِج المنطقة من منطق الأزمات المتراكمة إلى مسار التسويات والبناء المشترك، وتمنح سوريا فرصة لترسيخ موقعها كركيزة استقرار في المشرق العربي.