شكلت الجالية السورية في المغترب وعلى مدى عقود من الزمن، عمود التقارب الاجتماعي والتواصل الفكري والثقافي في أصقاع الجغرافيا التي سكنوها، وكانوا بنكاً مؤثراً للدعم الاقتصادي الحقيقي لتحفيز مشروعات التنمية والخدمات من صناعة، وتجارة، وصحة، سواء في المغترب أم في بلدهم الأم، عبر مد الجسور بأشكالها المختلفة، من لقاءات، وفعاليات، ومؤتمرات، ودبلوماسية شعبية ورسمية وغيرها.. فالسوريون على مختلف مشاربهم كانوا ومازالوا بمثابة الحبل السري الذي يربطهم بالوطن الأم سوريا.
اليوم ومع زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى أميركا وما حققته الرؤية الاستراتيجية ببعدها النفسي والاجتماعي خلال لقائه أبناء الجالية السورية، وحالة الفرح والسرور التي عبروا عنها بمشاعرهم الدافئة، وأحاسيسهم المرهفة تجاه رائحة الوطن، فليس هناك أصدق من تعبير ذاك المغترب حين قال: “سوريا جاءت إلينا، بعدما كنا نطوف بذكرها لشم رائحتها عن بعد”.
الكل متفائل ومترقب لهذه الخطوة التي فُتحت أمام سوريا، كيف لا ونبرة الخطاب السوري سيتردد صداها من على أكبر محفل دولي للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث يجتمع كبار مسؤولي العالم، فيما الأيقونة السورية تزهو بين الحضور بعد غياب طويل.. تقدم نفسها بمعطى جديد، آخذة بعين الاعتبار حجم المتغيرات والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، ليبقى الداخل هو الهاجس الأساس في صون الكرامة، والحفاظ على النسيج الاجتماعي وصون وحدة التراب، فما يهم المجتمع هو الأمان والسلام والعيش الكريم.