الثورة – هبة علي:
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تصاعدت شكاوى الأمهات، خاصةً ممن لديهن أطفال في الصفوف الابتدائية الأولى، من استلام كتب مدرسية قديمة ومستهلكة.. هذه الكتب لا تحمل فقط آثار الاستخدام المكثف، بل تعكس واقعاً يعوق العملية التعليمية، ويضع عبئاً إضافياً على الأطفال وأسرهم.
الأثر المباشر
تقول السيدة سهى العلي، والدة طفل في الصف الثاني الابتدائي: الكتاب الذي استلمه طفلي مليء بكتابات سابقة، فكيف لي أن أعرف إن كان قد حلّ التمارين بنفسه، أم أن غيره سبقه؟ وبينت أنه في هذه المرحلة العمرية، لا يزال الأطفال يتعلمون أساسيات الاعتماد على الذات، ووجود الإجابات أمامهم يضعف هذا التوجه، مضيفة: نقضي وقتاً طويلاً في محو الآثار، ومع ذلك تبقى ظاهرة، وهذا يؤثر في مدى فهم الطفل للمادة، لافتة إلى أنه إذا كنا نطمح لتربية جيل يعتمد على نفسه، فيجب تقدمة كتب جديدة، لا كتب متهالكة منذ سنوات.
عبء على أساسيات التعلم
ومن جهتها، تؤكد السيدة نور مهنا، أم لطفلين في الصف الأول الابتدائي، أن المشكلة تتكرر كل عام، فأحياناً تكون الأوراق مصفرة، وأحياناً أخرى ضعيفة ومهترئة، ناهيك عن وجود الإجابات داخل الكتاب، هذا ليس تفصيلاً ثانوياً، بل هو أساس التعليم، كيف نقنع الطفل بالاجتهاد إذا كان الحل جاهزاً أمامه؟ في محاولة لتوضيح الأمر، أوضحت الموجهة والخبيرة التربوية وصال العلي لـ”الثورة” أن الكتب القديمة التي تم تسليمها في بداية العام الدراسي للمرحلة الابتدائية، وخاصة للصفين الأول والثاني، هي كتب مؤقتة لحين انتهاء عملية طباعة الكتب الجديدة، مؤكدة أن طلاب الصفين الأول والثاني سيحصلون على كتب جديدة بالكامل، نظراً للأهمية القصوى لهذه المرحلة في بناء وتأسيس مهارات التعلم الذاتي.
وأضافت: نحن نتابع الأمر عن كثب مع الجهات المعنية لضمان وصول الكتب المطبوعة في أقرب وقت ممكن، ونقدر تفهم الأهالي وحرصهم الشديد على جودة التعليم.
جهود الطباعة المتسارعة
وفي هذا السياق، كانت قد أبرمت المؤسسة العامة للمطابع عدة عقود للعام الدراسي 2024- 2025 لتسريع عملية الطباعة، بما في ذلك عقد مع مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر.
وعند تواصلنا مع المؤسسة، أكدت أن العمل مستمر، وأنه تم حتى الآن إنجاز 80 بالمئة من المهمة بمستوى عالٍ من الجودة، وأنهم جاهزون للتسليم قبل الموعد المحدد في العقد.