الثورة – زهور رمضان:
لوحظ خلال الشهرين الفائتين، تموز وآب، حدوث العديد من الحرائق في محافظتي حماة واللاذقية، والتهامها لمساحات كبيرة من الحراج والأراضي الزراعية، واستناداً إلى الفرضيات المنتشرة التي تؤكد على قدرة التين الشوكي على إيقاف الحرائق الخارجة عن السيطرة.
وفي إطار الجهود الرامية إلى جعل المجتمعات الزراعية الريفية في سوريا أكثر مرونة وقدرة على التعافي، قامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وبالتعاون مع مؤسسة الآغا خان، بتوزيع ما يزيد عن 166 ألف صبّارة على المزارعين ومربي الثروة الحيوانية في ريف حماة، وريف طرطوس، وريف حمص، وريف دمشق، وريف السويداء، وريف حلب، مع وجود خطط لتوزيع نحو 20 ألف صبّارة إضافية في ريف إدلب، لكون نبات الصبار الأملس يُعد مورداً زراعياً ذا غرض مزدوج، فهو يستخدم كبديل علفي أخضر غني بالطاقة والفيتامينات والمعادن يساعد الماشية على الهضم ويزيد من إنتاجيتها، كما يوفر ثماراً صالحة للاستهلاك تشكل مورداً اقتصادياً إضافياً.
وبفضل قدرته فقد أصبح الصبار رفيقاً للمزارعين في رحلتهم نحو مستقبل أكثر استدامة.
مادة هلامية
وفي هذا السياق أوضح الطبيب البيطري محمود صارم لـ”الثورة” أن أوراق التين الشوكي تحتوي على مادة هلام مائي يجعلها غير قابلة للاحتراق، أو تأخذ وقتاً طويلاً للاحتراق، فللسيطرة على النار يجب تجفيف المياه الموجودة في الأوراق اللحمية بشكل كامل، وهي مدة كافية لاستنزاف طاقة النار وحرق الأعشاب الصغيرة أسفل أشجار التين الشوكي، مشيراً إلى أنه من دون أعشاب أرضية جافة لا توجد أي إمكانية لانتقال النار.
سد ناري
كما بين المهندس الزراعي إبراهيم إبراهيم أن نبات الصبار الشوكي لديه القدرة على التكيف مع البيئات الجافة ويمكنه العمل كسياج طبيعي، وبالتالي بإمكانه الحد من مخاطر الحرائق الحراجية، لافتاً إلى السد الأخضر الذي يشكله التين الشوكي يمكنه أن يحمي المنازل والبستاتين المجاورة، كما يوفر ثماراً طازجة، ومصدر رزق، ومرعى جيداً للنحل، منوهاً بضرورة التفكير ملياً في غرس سدود خضراء من التين الشوكي بينها فواصل وممرات للحماية من أخطار الحرائق.