الثورة – عبير علي:
في مبادرة تهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي والتاريخي لدى الأجيال الصاعدة، نظم مركز الفنان نذير إسماعيل التربوي للفنون التشكيلية ورشة عمل بعنوان: “ماكيتات النقود الأموية”، استهدفت مجموعة من الأطفال بإشراف الباحث الأثاري فاروق السايس، الذي أوضح في حديثه لـ”الثورة” أن هدف الورشة تعريف الأطفال بالمسكوكات الإسلامية، وماكيتات مآذن سوريا، لنشر الوعي حول فن العمارة الإسلامية الغني.
شهد النشاط مشاركة 25 طفلاً، بالإضافة إلى القائمين على المركز، وأظهر الأطفال تفاعلاً كبيراً، وتمكنوا من إتمام تركيب الماكيتات في فترة زمنية قصيرة، وتجسد اهتمامهم بفن العمارة والمسكوكات من خلال طرح العديد من الأسئلة حول تاريخ النقود الإسلامية وأولئك الذين استخدموها.
ذكر الباحث السايس أن هذا المشروع جاء بالتعاون مع الدكتور علاء الدين الشمري من معهد أبحاث العملات الإسلامية في توبنغن “FINT”، التابع لجامعة الشرق والعلوم الإسلامية، وعكس التعاون روح الشراكة والبحث العلمي في مجال التعليم، مشيراً إلى أنه حصل على تمويل الفعالية من مؤسسة Gerda Henkel Stiftung الألمانية التي ساهمت بشكل كبير في دعم المبادرة.
وفيما يتعلّق بنتائج الورشة، لفت إلى أن هذه الفعالية تساهم في توسيع مدارك الأطفال وتعزيز قدرتهم على التركيز، كما تنمي روح المحبة والتعاون بين أفراد الأسرة من خلال العمل الجماعي، مضيفاً: “في المرحلة القادمة، ستكون لدينا ورش عمل إضافية لطلاب المدارس بعد الحصول على الموافقات اللازمة، بهدف نشر وتعريف الأطفال بثقافة وتاريخ بلدنا”.
تأتي هذه المبادرات كجزء من جهود مستمرة لتعزيز الوعي الثقافي والفني لدى الأطفال، مع السعي الحثيث للحفاظ على التراث الثقافي وتعريف الأجيال القادمة بجذورهم وهويتهم، ليكونوا سفراء للثقافة والفن في مجتمعاتهم.