الثورة – رانيا حكمت صقر:
يحمل الفن في مكنوناته أحياناً أكثر من مجرد ألوان وأشكال، إنه لغة الروح ونبض القلب، يجد فيه المرء متنفسه الخاص للتعبير عن ذاته.. سمرا اللحام فنانة مبدعة استطاعت أن تصنع من خشب مهمل وأوراق قديمة حكايات فنية تحكي عن الهدوء والتأمل والحياة عبر فن “الديكوباج”، هي رحلة ملهمة ولم تكن مجرد هواية، بل وسيلة فريدة لفهم الناس والتواصل معهم من دون كلمات.
تروي اللحام لـ”الثورة” أن شغفها بالفن بدأ كهمسة خفية تتسلل إلى عمق تفاصيل حياتها اليومية، حيث كانت ترى في الأشياء البسيطة المهملة حياة جديدة مختلفة عندما تُفحص بعين مُحبة ومُبدعة، فوجدت في فن “الديكوباج” صديقاً صامتاً يعبّر عما لم تستطع التعبير عنه بالكلام، فن تمنح من خلاله للأشياء أرواحاً تتحدث عبر ألوانها وأشكالها. تقول: “كأنني لا أرسم فقط على خشب، بل أرمم أرواح الأشياء”. كل صندوق تقوم بتزيينه يحمل قصة خاصة بها، حيث يستخدم اللون كسفر للهدوء والدعوة للتأمل، تعبر اللحام عن الفن كهروب عميق للذات، وكمنفذ لصوت داخلي كان يريد أن يتكلم، لكن وجده في صياغة الفن واللمسات الفنية الدقيقة.
تبدأ تقنياتها في “الديكوباج” بتحضير السطح من خلال “صنفرة الخشب” بعناية فائقة حتى يصبح ناعماً، ثم يتم تطبيق طبقة أساس من مادة الجيسو لتثبيت الألوان والورق. تستخدم يدوياً تقنية القص واللصق، وأحياناً تدمج بين “الديكوباج” والرسم اليدوي أو “الاستنسل” لإضافة تفاصيل فريدة تميّز كل قطعة. أدواتها تتنوع بين فُرش ذات أحجام مختلفة، إسفنج لتوزيع اللون بلطف، مقص، لاصق خاص، وورنيش يحمي العمل النهائي. أما الألوان فتمثل لغة خاصة في أعمالها، تختارها حسب روح كل قطعة، فتنتقل بين الباستيل الرقيق لقطع رومانسية، وألوان ترابية طبيعية ومحايدة، مع مزج أحياناً لألوان الأكريلك مع لمسات ذهبية أو نحاسية تضفي على القطع فخامة وجمالاً فريداً.
شاركت سمرا في معارض وبازارات محلية، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، وفي كلمتها لكل أصحاب المواهب تلخص فلسفة نجاحها: “الموهبة بذرة، لكن الشغف هو الماء، والاستمرار هو الشمس”، تنصح الجميع بعدم الاكتفاء بالموهبة فقط، بل بتحريك الشغف بشجاعة وفضول، وألا ينتظروا اعتراف الآخرين وإنما الاعتراف بقيمة أنفسهم أولاً.