ثورة اون لاين – أحمد عرابي بعاج :
لم تشهد فصول الحرب على سورية حاضنة رسمية للإرهاب أوسع من حاضنة النظام التركي برئاسة أردوغان ومنظر حزبه الإخواني داوود أوغلو صاحب نظرية فاشلة، يطبق عكسها على كل حال!!
وقد كان للمستجدات التي نجمت عن نتائج الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة الأثر الكبير في فقدان أردوغان لما تبقى من عقله بعد ضياع فرصة تحويل تركيا إلى نظام رئاسي حلم بتفصيله على مقاسه ليشبع شذوذه في إحياء السلطنة العثمانية البائدة.
وقد خطط لهذا الوقت مدة طويلة مرت خلالها الدولة التركية بمراحل عصيبة لم يأبه لها ولم يلتفت لرغبات الشعب التركي وقمع احتجاجاته السلمية على مدى عدة سنوات وبنى قصراً كبيراً تحضيراً لتتويجه خليفة عثمانياً خارج من رحم تنظيم الإخوان المسلمين.
وقد تلاشت أحلامه وتبددت أكثر مما كان يتوقع هو وحزبه العميل المزمن للمحتل البريطاني والصهيونية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل.
فما كان من مجنون تركيا إلا أن يهرب إلى الأمام ويخلق الفوضى في الشارع التركي على مبدأ نظرية كونداليزا رايس «الفوضى الخلاقة» التي أتت بالخراب إلى المنطقة، لعل في خضم هذه الفوضى يحظى بفرصة جديدة من خلال مهاجمة أكراد تركيا ومحاربة الأحزاب الأخرى وإعادة الانتخابات، حيث ما زال غير مصدق أن الشارع التركي أوقف جموحه وجنونه عند حدود لا يستطيع معها حرق تركيا أو إقامة سلطنة بائدة عفى عليها الزمن.