ولادة جديدة

تنعقد في طهران هذه الايام القمة العادية لدول عدم الانحياز تلك المنظمة التي تعتبر من اكبر المنظمات الدولية بعد الهيئة العامة للامم المتحدة والتي ولدت في ظروف تاريخية صعبة كانت تمر بها دول العالم في ظل استقطاب حاد بين المعسكرين الغربي والشرقي لتكون الاطار للدول الراغبة في حفظ وصيانة استقلالها السياسي وعدم دورانها في اطار التجاذبات الدولية الحادة ولما لذلك من اثر سلبي على استقلالها وسيادتها الوطنية .
لقد جاءت ولادة تلك المنظمة على ايدي قيادات وطنيةتاريخية لدول كان لها وزنها على الصعيدين الاقليمي والدولي واستطاعت ان تحقق حضورا لافتا في المشهد الدولي من خلال التنسيق بين دولها وتوحد كلمتها واستقلالية ارادتها السياسية وهو ما ازعج القوى الامبريالية التي تحمل عقلية الارث الاستعماري فعملت حثيثا على محاربتها واضعافها والتقليل من فاعليتها في المشهد السياسي العالمي الى درجة ان البعض منها لازال في دائرة الاستهداف الغربي وفي مقدمتها سورية وكوبا وفنزويلا وايران وغيرها من الدول .
ان الظرف الدولي الحالي وبعد تراجع القوة الامريكية وبداية سقوط نظام القطبية الاحادية وتصاعد دور القوى الناهضة على الصعيد الدولي وفي مختلف القارات مع استعادة دور كل من روسيا والصين في مجلس الامن وغيره من المحافل الدولية يوفر فرصة تاريخية كي تستعيد دول عدم الانحياز دورها وتحجز لها مقعدا هاما في الخريطة السياسية الجديدة التي بدأت تتشكل وهنا يصبح انعقاد القمة في هذه الظروف وفي طهران بموقعها وموقفها وهويتها السياسية عاملا اساسيا في تحقيق ذلك خاصة وان دولا وازنة وفاعلة ستشارك في القمة وهو ما سينعكس بشكل ايجابي على القرارات التي ستصدر عنها .
ولعل نجاح الجمهورية الاسلامية الايرانية في استضافة القمة هو دليل نجاح لها وضربة للقوى الغربية التي حاولت عزل ايران سياسيا بحجة سعيها لامتلاك اسلحة نووية اضافة لسعيها لتقديم مبادرة لقمة عدم الانحياز لحل الازمة في سورية تقوم على الحوار بين الاطراف وصولا لحل سوري بعيدا عن التدخلات الخارجية وهو ما دعت ورحبت به الحكومة السورية طيلة مراحل الازمة .
ان نجاح قمة عدم الانحياز وتشكيل تكتل دولي عابر للاقاليم يعزز من الشراكة الدولية ويساهم في لجم الاندفاع نحو عسكرة السياسة الدولية وهو ما تسعى اليه واشنطن وغيرها من دول الغرب الاستعماري يشكل بداية لعالم قائم على التناغم والانسجام بين دوله وشعوبه وعدم الارتهان للتجاذبات الدولية وهو جوهر حركة عدم الانحيازويشكل ولادة جديدة لها .
 

ثورة أون لاين – د.خلف المفتاح

آخر الأخبار
محافظ حلب : دعم القطاع التجاري والصناعي يشكل  الأساس في عملية التعافي د. الرداوي لـ "الثورة": المشاريع الكبرى أساس التنمية، والصغيرة مكمّلة مبادرة "تعافي حمص"  في المستشفى الجامعي اندلاع أكثر من عشرة حرائق في اللاذقية وإخماد ثلاثة منها حريق يستعر في حي "دف الصخر" بجرمانا وسيارة الإطفاء بلا وقود تسريع إنجاز خزان المصطبة لمعالجة نقص المياه في صحنايا صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص صيانة 300 مقعد دراسي في مدرسة المتفوقين بحمص معالجة التعديات على عقارات المهجرين.. حلب تُفعّل لجنة "الغصب البيّن" لجنة فنية تكشف على مستودعات بترول حماة الشمس اليوم ولاحقاً الرياح.. الطاقات المستدامة والنظيفة في دائرة الاستثمار صياغة جديدة لقانون جديد للخدمة المدنية ..  خطوة مهمة  لإصلاح وظيفي جذري أكثر شفافية "الشباب السوري ومستقبل العمل".. حوار تفاعلي في جامعة اللاذقية مناقشات الجهاز المركزي مع البنك الدولي.. اعتماد أدوات التدقيق الرقمي وتقييم SAI-PMF هكذا تُدار الامتحانات.. تصحيح موحّد.. وعدالة مضمونة حلاق لـ "الثورة": سلالم التصحيح ضمانة للعدالة التعليمية وجودة التقييم "أطباء بلا حدود" تبحث الواقع الصحي في درعا نهضة جديدة..إقبال على مقاسم صناعية بالشيخ نجار وزير الخارجية اللبناني: رفع العقوبات عن سوريا يساعدها بتسريع الإعمار ترميم قلعة حلب وحفظ تاريخها العريق