ثورة أون لاين – خالد الأشهب
ومع أنهم يسمونها «هبة» أي عطاء دون مقابل.. ولا حتى كلمة شكر، إلا أن نفاق الأعراب يأبى إلا أن يظهر عورتهم، فيقطع آل سعود «الهبة» لجيش لبنان في أول طريقها،
فإما أن يشتغل عميلاً وأجيراً عندهم ويقاتل إلى جانب إسرائيل ضد أهله.. وإلا فلا هبة ولا من يهبون!
كذلك آل أردوغان يسمونها «منطقة آمنة» أي دون خوف وجوع.. يريدون فقط عشرة كيلومترات من الأرض السورية على طول الحدود مع ما يحتلونه أصلاً من الأرض السورية وكما لو أنها أرض أجدادهم أو إرث أبيهم، فإما تضيء أميركا الأخضر لهم.. وإما يغلقون «انجرليك»!!
العقل الداعشي ذاته في الرأس الأعرابي كما في الرأس العثماني، مجرم قاتل أمام ألف شاهد وشاهد.. ويقسم على البراءة، وضيع منحط وساقط.. ويدعي السمو الأخلاقي، همجي بربري متخلف.. ويتكنى بالحضارة، ولا يزال الكثيرون يتساءلون ببلاهة.. لماذا يفعل آل سعود هذا ويفعل أردوغان ذاك؟
العقل الداعشي هو العقل الذي يتوهم أن غباءه ثروة يحتاجها الجميع ويحنون إليها.. حتى الأعداء، فآل سعود مستعدون لحملة برية في سورية يستأجرون لها جيوشاً ومعدات.. بشرط أن تقودها أميركا، وآل أردوغان مستعدون كذلك للتوغل في سورية وتكوين «منطقة آمنة» شرط القرار الدولي أو قرار الحلف الأميركي!
أكبر مشكلات العقل الداعشي أنه لا يجيد التمييز بين العمالة والتحالف.. فهو عميل لأميركا ويظن أنه حليفها.. هي تركله بحذائها من الخلف.. وهو يتوهم أن ملائكة السماء تدفعه؟