ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
بعد تهرب من الدخول في عملية تفضي إلى حل للوضع في سورية أستجابت الولايات المتحدة الأمريكية أخيراً ووضعت آلية مشتركة مع روسيا لوقف العمليات القتالية في سورية لا تشمل داعش والنصرة الإرهابيتان.
ويأتي ذلك الإتفاق بعد سلسلة من الإخفاقات كان آخرها تنفيذ ما اتفق عليه في ميونخ نظراً لعدم رغبة واشنطن بالضغط على حلفائها في وقف دعم الإرهاب في سورية.
فهل أتت هذه القناعة من واشنطن فجأة أم أنها أتت لإنقاذ ما تبقى من مرتزقة بني سعود وبني أردوغان ومن معهما؟
لم ترفض سورية أي مسعى لوقف الإرهاب في سورية ولأي جهد دولي يؤدي إلى الذهاب لمسار سياسي يفضي إلى حل للأزمة المفتعلة في سورية منذ بداية إفتعالها.
وافقت دمشق على ما اتفق عليه ورحبت به كما رحبت ببيان ميونخ الذي لم تستطع واشنطن تنفيذ ما يخصها فيه، فهل تستطيع الآن أن تفرض على الأطراف المتحالفة معها تنفيذ ما يخصهم من هذا الاتفاق.
إن نجاح اتفاق من هذا النوع يتطلب إضافة إلى النيات الصادقة جهد في المتابعة وتحديد على الأرض للمجموعات الإرهابية ووقف لتدفق السلاح والمسلحين عبر الحدود وهو ما لم يوضحه الاتفاق، فهل تهتم به التفاصيل اللاحقة… دمشق أملت ذلك من خلال بيان الخارجية السورية الذي رحب ونبه إلى ذلك..
التجربة مع واشنطن لا تعطي الأمل في الإنجاز الحقيقي والواقعي لأي اتفاق فهي سيدة الالتفاف على الاتفاقات والتفسير كما يحلو لها.
إن الشعب السوري يتطلع إلى إنهاء الإرهاب المفروض عليه من أعدائه وحلفاء أعدائه والعصابات الإرهابية المدعومة من واشنطن سراً وعلناً، وما علينا سوى انتظار ما تحمله الأيام القادمة من تطورات توضح تحدد إذا ما كانت واشنطن قد وصلت إلى القناعة بالتعاون مع موسكو لوضع حد لما يجري في سورية أم أنها مناورة وكسب وقت للمجموعات الإرهابية المتقهقرة ليس إلا…