ثورة أون لاين –افتتاحية الثورة بقلم رئيس التحرير علي قاسم
مارست حكومة العدالة والتنمية في تركيا فجورها السياسي، وسلكت دروب ومسالك النفاق السياسي على خطا الغرب.. ناورت وضللت.. خدعت وكذبت وافترت بما يكفي.
منذ البداية كانت مواقفها وممارساتها موضع تساؤل، وظلت الإجابات جميعها الممكنة والمحتملة مؤجلة حتى إشعار آخر.
ومنذ البداية كانت أوراقها تتساقط، حتى ورقة التوت الأخيرة سقطت، وبدت عارية ليس أمام المنطقة والعالم فحسب، بل أمام الأتراك أنفسهم، خصوصاً بعد أن افتضح أمر التنسيق الأميركي الإسرائيلي المباشر لتوريط تركيا بما هو فوق طاقتها، وبما رفضت أوروبا وأميركا المغامرة فيه!!
وبدل أن تستر عريها الفاضح لجأت إلى المكابرة، حيث تكاد لا تغيب عربدتها السياسية حتى يطل علينا فجور مسؤوليها وعرابي سياستها، ولا تنتهي موبقة حتى تطالعنا بما هو أكثر عهراً في الأعراف والممارسات والسياسات وحتى الدبلوماسية لم تسلم منها..
لائحة المواعيد والوعود التي قدمتها حكومة أردوغان تتوالى تباعاً.. لم تهدأ ولم تقف عند حد.. كانت ولا تزال تطالعنا كل يوم بوعود أكثر فجوراً من سابقاتها وأكثر عهراً مما عهدناه ورأيناه حتى اليوم.
والسؤال إلى أين.. وإلى متى.. وكيف..؟!
لا أحد ينكر بأن الكثيرين تعاملوا مع هذا الانجراف التركي بتروٍ وهدوء، وقابلوا الهذيان التركي بمزيد من الصبر والانتظار.. لكن أن يصل التهور إلى حد توريط المنطقة والعالم فلا بدّ من التوقف عندها طويلاً.
فالتقارير التي تتحدث عن زيارات استخباراتية وعسكرية أميركية وإسرائيلية لأنقرة لمزيد من التحريض لم يعد ممكناً تجاهلها.
فالواضح أن حكومة أردوغان لم يكن بمقدورها أن تسمع التحذيرات ولا أصوات العقل، وهي المغلولة حتى قدميها بوعودها والتزاماتها التي قدمتها لأميركا وإسرائيل.
كلما تعثرت خططها وفشلت رهاناتها كانت حماقاتها تزداد صفاقة، وكلما أفلست في موقع أنزلقت إلى ما هو أخطر.. وكلما عجزت عن الإيفاء بوعد ازداد صراخها وتهديدها ووعيدها..
اليوم تقف على مفترق خطير.. الخيارات تضيق أمامها والحماقة كالمعتاد هي البوابة للخروج..
أحاديث وتقارير الاستخبارات والإعلام الغربي تحذر من سقوف هذه الحماقة، وما تزرعه ألسنة المخبرين داخلها والموفدين لها لا يهدد المنطقة بل العالم أيضاً، خصوصاً مع التسريبات الأخيرة عن التحضيرات المدعومة أميركياً والمنفذة باستشارة ومشاركة إسرائيلية.
لم تكتف بما قامرت به حتى الآن، ولم تقف عند حدّ في ممارسة هرطقتها السياسية، وهي تدفع بالأمور نحو ماهو أكثر كارثية.
لذلك كلما اقتربت من حافة الهاوية زاد صراخها واندفعت نحو المقامرة بطريقة أشد خطورة من كل خطواتها السابقة، ودفعت بالتالي ماتبقى من رصيدها إلى التآكل..والمنطقة إلى الكارثة!!
المفارقة العجيبة في سياسة حكومة العدالة والتنمية أنها مع تأزم مشاكلها، تعودإلى مسرح الأضواء بمزيد من التصريحات التي عجزت عن إخفاء ملامح الإفلاس فيها، ومع اقترابها أكثر من الحافة يعلو صوتها تهديداً ووعيداً فيفضح ماتبقى فيها من خفايا أو تفاصيل مغفلة أو معطيات غير واضحة.
منذ بداية الأحداث وسياسة أردوغان تشدّ من أزر المجموعات المسلحة تمويلاً وتسليحاً وتدريباً، تعاطت دبلوماسيتها بشكل وقح وفج، تجاوزت كل الأعراف والتقاليد في التعامل الدبلوماسي، وبدت في كثير من الأحيان غير مفهومة، بل عسيرة الهضم.
اليوم لم يعد متاحاً.. ولامسموحاً.. ولامقبولاً.. وكل فعل له ردة فعل.. ومازرعته أيدي حكومة أردوغان وغيرها من الأدوات سواء كانت بالوكالة أم بالأصالة..ستجنيه.. هذه حقائق التاريخ، وهذه هي عبره ودروسه.
a.ka667@yahoo.com