ثورة اون لاين – خالد الأشهب
خلافاً لما ثرثر به البعض طويلاً حول «هزيمة» أميركا وانسحابها التدريجي الثقيل من المنطقة العربية باتجاه الشـرق الأقصى، وحول تردد إدارة الرئيس أوباما ثم حسمها المسألة باتجاه عدم التدخل المباشر في أي من بلدان المنطقة،
فإن ما يبدو حقاً اليوم هو أن أميركا باقية، وأن من الغباء تقرير حقيقة وجودها من خلال تدخلاتها المباشرة أو عدمها!
تذكرون حديث أوباما إلى توماس فريدمان من الـ «نيويورك تايمز» حين قال: إن استراتيجيته هي الاعتماد على حلفاء أميركا وأصدقائها في المنطقة من دون تدخل أميركي مباشر، غير أن انتقاداته اللاذعة حينها للمحميات الخليجية وضرورة أن تواجه تحدياتها الداخلية قبل التفكير بالتحديات الخارجية، ذهبت بأذهان الكثيرين بعيداً عن تلك الاستراتيجية؟
أجل، أظن أن الرئيس أوباما لم يغادر جلده.. جلد الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه في اعتماد طرائق «القوة الناعمة» .. الغاشمة وغير المباشرة، وأظن ان المشهد السياسي اليوم في المنطقة عامة، وخاصة في سورية، لم يخرج بدوره عن الجلد الذي ألبسه إياه أوباما ويريد إنهاء ولايته الثانية به.
عذر أوباما في ذلك أنه، كما قال مراراً، لا يريد توريط أميركا مجدداً ولا سفك دماء جنودها، وقد يكون هذا الدسم مقبولاً من حيث المبدأ، لكن السم الذي دسه الرجل في الدسم كان زعافاً حين ترك لـ «حلفائه وأصدقائه» في المنطقة، من الخليجيين والأتراك، أن يعيثوا فيها إجراماً وإفساداً وتخريباً إلى حد تطاولهم حتى على الهيبة الأميركية أحياناً.. وأن تغسل يديك فذلك لا يعني أبداً طهارتها!