ثورة أون لاين – أحمد عرابي بعاج:
لا ندري إن كان ما تقوم به واشنطن في معرض مقاربتها للأزمة السورية هو من قبيل التخبط السياسي أم ان الأمر يتعدى ذلك إلى تخطيط سياسي لإطالة أمد الأزمة والحرب المفتوحة على سورية.
التصريحات الأمريكية الأخيرة بعد اشتداد الطوق على الإرهابيين في أحياء حلب الشرقية وطلب واشنطن من روسيا وسورية ضبط النفس فهو يعتبر حماية للإرهابيين وهي تعلم ما هي الفصائل الموجودة هناك من قبيل النصرة التي بدلت اسمها على عجل وما لف لفيفها.
ما تريده واشنطن هو أن يبقى الوضع الميداني على ما هو عليه على الأقل لأن خسارة المجموعات الإرهابية تمثل انتكاسة لحلفاء واشنطن الإقليميين والعصابات الإرهابية المدعومة منهم ومن الغرب.
تصريحات واشنطن تلك دفعت روسيا إلى إطلاق سلسلة من المواقف التي تعري السياسة الأمريكية وتفضح زيف ادعاءاتها بالتنسيق أو السير نحو هذا التنسيق في محاربة المجموعات الإرهابية كداعش والنصرة وأن ما تقوله واشنطن يعد ابتزازاً وتهرباً من المسؤولية وهو ما دفع الرئيس الأمريكي أوباما للتدخل لتخفيف التوتر بين روسيا وواشنطن بقوله إن بلاده لا تزال تسعى إلى التعاون مع روسيا لإيجاد حلول سياسية للأزمة السورية.
هذه المواقف المتناقضة تمثل السياسة الأمريكية المتبعة في الأزمة السورية كما في معظم سياسات واشنطن الخارجية.
فالسعي إلى الوصول لحلول سياسية عنوانه واضح وقد دعت إليه روسيا وسورية مراراً وتهربت منه واشنطن وهو عقد مباحثات جديدة في جنيف لإيجاد حل سياسي وهو ما تتهرب منه واشنطن حتى الآن.