ثورة أون لاين – خالد الأشهب :
ثمانون عاماً متصلة من العلمنة القسرية التي طالت أجهزة الدولة وجيشها ومؤسساتها ولم تطل الوعي الشعبي العام في تركيا أو فشلت في هذا.. انهارت في ليلة واحدة، ليلة صممها أردوغان وخطط لها ونفذها بوسائل وأدوات عديدة داخلية وخارجية،
ثم فتح على الفور دفاتر الحساب الإخواني العسير المستمر يومياً بيسر وسهولة كسكين حادة في قالب زبدة.. ودون أن يجد من يردعه أو يذكّره بأن من يقمعه ويضطهده اليوم هو من أوصله إلى السلطة أصلاً!
لا يختلف المجتمع التركي عن غيره من المجتمعات الإسلامية التي لا تجيد قراءة العربية ولا فهمها، وتعتمد في إسلامها إما على الترجمة… العاجزة مهما بلغت من الدقة، وإما على سماع الدعاة والوعاظ، الذين تولى المال السعودي الفائض وتولت الوهابية التكفيرية تربيتهم وتلقينهم ثم إرسالهم مدججين بهذا الفكر إلى مختلف بقاع العالم!!
ولو لم يكن المجتمع التركي مستعداً بالأصل ثقافياً ونفسياً لتقبل أفكار تكفير الآخر وشطبه أو قتله، وسواء كانت مترجمة أو مسموعة.. لما ظل صامتاً خمس سنين وهو يرى أردوغان وحكوماته وأجهزته الأمنية تفتح أبواب الحدود مع سورية للإرهابيين الزاحفين إليها من أربع جهات الأرض أو للعائدين عبرها للتزود بالغذاء والتدريب والمعالجة الطبية.
ومثل المجتمع التركي مثل كل المجتمعات والبيئات المستقبلة والحاضنة للوهابية التكفيرية أو لغيرها من تيارات التطرف الديني والمذهبي منذ عقود من السنين ومنذ أن فاض المال الوهابي سيلاً جارفاً… فلا ثورة ولا صحوة في تركيا في الأفق القريب، بل استغراق في عجينة الأخونة والتطرف القابلة للتشكل وفق كل الأشكال.
عن صحيفة الثورة