ثورة أون لاين- ديب علي حسن:
لم نكن ننتظر سبع سنوات من الحرب والدمار , والقتل والتخريب , وما جرى علينا في سورية , من هؤلاء الأعراب التبع من كل حدب صحراوي لايعرف إلا لغة المكر والخداع ,
ومازال مشدودا إلى قاع الخيانة والعمالة , من السيسي إلى صغار بني سعود وذاك القابع في الأردن منتظرا رضى مشغله الأميركي.
لم نكن ننتظر حتى يعلنوا ما اسموه خطة طريق , أو سمه ما شئت حول سورية , ولنكتشف أنهم فعلا متآمرون , نعرف ذلك جيدا منذ اللحظات الأولى , ونعي أن في الدرب إلى نهايات المطاف سوف تتكشف الكثير من الوقائع التي أعدت سرا , وأريد لها أن تكون قادرة على تصفية القضية المركزية , قضية العرب الأولى , وهذا لايمكن أن يكون إلا باغتيال الدور السوري وحرفه عن مساراته الوطنية والقومية.
فالأمر ليس إصلاحا ولا هو من أجل ديمقراطية، بل كيف لمملكة لايتنفس فيها المرء إلا بعد أن يكون حصل على رخصة من جلاديه ؟ كيف لنا أن نصدق أن مجتمعا مازال يعيش قبل عصور الظلمة. كيف له أن يحدد شروطا ومقاسات , ويرسم مسارات لدول مستقلة لها تاريخها وكرامتها؟
ربما لن نعتب على الاميركي والغربي الضالعين بكل ما هو ضدنا , ولكن السؤال الأكثر حرجا . بعد سبع سنوات من التعري وكشف الحقائق , تفعل مصر هذا , والأردن التي تريد فتح المعابر , أما بنو سعود فهؤلاء غارقون بالتبعية منذ أن كانوا. ليس الأمر غريبا عن الأعراب كلهم , ولكن الغرابة أن نظل نحسن الظن بهم , ونقول إنهم أشقاء , وأي أشقاء , ربما يصح القول المشهور: رضي القتيل ولم يرض القاتل..
لابد من فعل وحراك حقيقي , من أجل الخروج من هذه الأورام التي على ما يبدو نراها نحن حميدة , ونعرف أنها مسرطنة وكارثية , لن نقول: الشعوب في أحسن الاحوال مغلوبة على أمرها كما العادة , لكن ربما الحقيقة هي أن الانجرار وراء سياسات حكامها هؤلاء تعني أنهم راضون , وصامتون , ولن ينفع القول إنهم مغلوبون على أمرهم , صفاقة ما تم الإعلان عنه يكشف زيف الوعي الذي كنا نعيشه , حسن الظن يجب أن يطوى إلى أجل غير مسمى , فلم يرحمنا أحد حتى ممن كانت لقمتنا لهم.