لاشك أن للسينما السورية تاريخا عريقا, وقد امتلأت مسيرتها عبر سنوات طويلة بأفلام جسدت الواقع وكانت علامات فارقة في الحراك السينمائي العربي.. ربما خفّ بريقها لفترة من الزمن, لكن في سني الحرب على سورية لم تأل المؤسسة العامة السينما جهداً في تقديم أفلام مهمة في معظم الأحيان.
في الأمس تم الاحتفاء بالسينما السورية في مهرجان الاسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط بدورته الـ 34 وقد حقق الفنانون السوريون والسينما السورية حضورا لافتا تجسد ذلك بخمس جوائز شملت مختلف مسابقات المهرجان.
مهم أن نرى السوريين يتألقون في مهرجانات عربية ويحفرون أسماءهم على أبواب قاعاتهم.. وجميل أن تبقى دمشق عنوان الإبداع والفن والعطاء بعد كل الذي حصل ويحصل.. فهذا دليل كاف بأن تاريخ الدراما والسينما السورية ليس وليد اليوم بل هو سنين من التعب والجهد والمثابرة والمحاولات التي ربما تصيب وأحيانا لا.. لكن في النهاية نحن نردد (مَن يعمل يخطئ).
هذا الإيمان بالإخفاق والنجاح, وهذه الجهود الحثيثة جعلت السينما السورية تتألق.. وجعلتها محط أنظار الكثيرين.. لكن السؤال الأهم والمنتظر هل تستعيد دمشق مهرجانها السينمائي الدولي الذي حضن عبر سنين طويلة مبدعين كبارا وصغارا وقدم لهم الجوائز والعروض والحفلات المتميزة الدالة على عمق هذا الشعب وحبّه للسينما الحقيقية التي لم ترض إلا أن تقدم فناً احترافياً يعكس تاريخ سورية والسوريين..؟
نعم.. كلنا أمل بأنه سيعود, وأننا سنكون قريباً مع موعد مع الفن السابع الممجد للحياة والعاكس لإرادة الشعب السوري والمدوّن لتضحيات وانتصارات صنعها عشّاق الوطن..
كلنا إيمان بأن الصبح قادم, وأننا سائرون في تقديم المزيد من العطاء فنحن مَن انتصرنا للكلمة المخلصة للحق والخير والجمال رغماً على مَن أعلوا أصوات الباطل والحقد والخذلان.
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 17-10-2018
الرقم: 16813