الرهان على الإرهاب.. خيار فاشل

انتهت المرحلة الثانية من تطبيق اتفاق سوتشي حول إدلب، ونظام أردوغان لم ينفذ شيئاً من تعهداته، سوى حديث استعراضي عن سحب بعض الإرهابيين من المنطقة المتفق عليها، وعدد من أسلحتهم الثقيلة، بغرض الدعاية الإعلامية فقط، ويعتقد ضامن الإرهابيين أنه بذلك سيلعب كثيراً على الوقت، لإيجاد تخريجة ما لأكاذيبه، تضمن له في النهاية الاستمرار بحماية مرتزقته إلى الحد الذي يستطيع من خلاله تحقيق أطماعه العسكرية، أو السياسية، متجاهلاً أن نفاد الوقت من دون تنفيذ بنود الاتفاق لن يكون أبداً في مصلحته، لأن للدولة السورية خيارات أخرى لتطهير إدلب، واستعادتها في القريب العاجل، وأن تريثها في هذا الأمر يعود إلى قناعتها بأن تحرير المدينة وريفها بالمصالحة أفضل بكثير من إراقة الدماء.
اليوم ومع اقتراب سورية من إنجاز نصرها الكامل على الإرهاب وداعميه، تحاول منظومة العدوان- ونظام أردوغان جزء أساسي فيها- تأخير إعلان هذا النصر، ويتضح اليوم أن أقطاب تلك المنظومة يفعلون التنسيق فيما بينهم أكثر من ذي قبل، وهذا ما يؤكده التناغم الحاصل فيما بينهم لجهة إعادة العزف على وتر التهديد بتعويم الإرهاب مجدداً، حيث يمني أردوغان نفسه بالإبقاء على إرهابيي النصرة، ومن يدور في فلكهم الإجرامي، عبر الجنوح نحو الالتفاف على اتفاق سوتشي تمهيداً للتنصل منه، وإلقاء المسؤولية على التنظيمات الإرهابية الرافضة للاتفاق، بينما يسعى المايسترو الأميركي لإعادة النفخ في جثة داعش الهامدة، وإحيائها من جديد.
وعملية تجنيد الإرهابيين من قبل واشنطن في مخيم الركبان مقابل راتب شهري لكل مرتزق بقيمة 600 دولار، لا تخرج عن هذا السياق، فهدف عمليات التجنيد تلك هي حماية القوات الأميركية المحتلة في التنف، وشرق الفرات، وكذلك التسريبات حول أسر داعش لأربعة جنود أميركيين في محيط حقل العمر بدير الزور، وعزم واشنطن الدخول في مفاوضات مع التنظيم الإرهابي لإطلاق سراح أولئك الجنود، لا يعد سوى مقدمة لإعطاء الضوء الأخضر لإرهابيي داعش كي يتمددوا أكثر في تلك المنطقة على حساب «قسد» ليكونوا لاحقاً طوق حماية للقوات الأميركية الغازية، وخاصة أن واشنطن باتت تدرك جيداً بأن تحرير شرق الفرات هو الخطوة القادمة بعد تحرير إدلب.
وقائع الميدان أثبتت أن الرهان الدائم على الإرهاب خيار فاشل، ومنظومة العدوان لن تجني شيئاً سوى الغرق أكثر في مستنقع جرائمها، فالإرهاب يتقهقر وفي طريقه على الاندحار الكامل اليوم بفعل تضحيات الجيش العربي السوري، والمعركة القادمة بحال فرضت في إدلب، أو شرق الفرات، لن تختلف في جوهرها ومضمونها عن معارك الجيش السابقة، فالروح القتالية العالية والثبات والتصميم على تحقيق الانتصار ودحر الإرهاب ليست غريبة عن أبطال جنودنا البواسل.

ناصر منذر

التاريخ: الأربعاء 17-10-2018
رقم العدد : 16813

آخر الأخبار
بيراميدز يفوز على أهلي جدة ويحقق لقبه القاري الثاني سلة آسيا للناشئات.. خسارة ثالثة لمنتخبنا أمام الصين  مياه "عوج" تدخل عصر الطاقة الشمسية وتروي الآلاف الكردي وجليلاتي جديدا سلّة الكرامة "سيريا بيلد" الدولي للبناء في 26 الجاري حريق حبنمرة بحمص يحوّل ١٠٠ هكتار إلى يبابٍ أسودَ 7 مليارات  ليرة.. ديون على فلاحي دير الزور.. معاناة في ظل عجز السداد بيانٌ أمميٌ في مجلس حقوق الإنسان يرحّب بجهود سوريا ويشدّد على العدالة الانتقالية السعودية وقطر توقعان اتفاق دعم جديد لسوريا بقيمة 89 مليون دولار سوريا على منبر العالم.. خطاب الرئيس الشرع يعيد دمشق إلى قلب المشهد الدولي "حفاظ النصر " تكرم 2200 حافظ وحافظة للقرآن الكريم في درعا الشرع أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة: سوريا تعيد بناء نفسها وتبني فصلاً جديداً عنوانه السلام والا... الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: انتصار الحق وولادة الدولة السورية الجديدة  كلمة الشرع أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.. صياغة ملامح «العقد السوري الجديد»  مدير مؤسسة الوحدة للصحافة: الرئيس الشرع خطف الإعجاب قبل الخطاب بعد نحو ستين عاماً.. سوريا تعيد بناء دورها في الأمم المتحدة في خمس دقائق لخص الرئيس الشرع حكاية سوريا سوريا ترسم طريق النهوض والبناء مواطنون: الرئيس الشرع أوجز بتقنية الخطاب فن الرسائل بأبعادها من إدلب إلى نيويورك.. الرئيس  الشرع وصياغة نسخة جديدة من الإسلام السياسي الوطني