بضع ثوان.. خبطة ثم دم غزير يتدفق في كل اتجاه..!
هل أصابت أحد شرايينها, أيكون سبب هذا النزف في ظاهر القدم موضع خطير, أشعلت النور, الخافت في غرفة النوم, الألم السريع, الصادم, المفاجئ, يشل تفكيرنا..!
عادة تختار ان تنام على ارضية صالونها, الطويل, تشعر بإحساس حميمي غامض وهي تنام في غرفة الضيوف, على عكس شعورها حين تتسلق سرير غرفة النوم, وتلتقط «اللحاف» الخفيف الملون وتغطي رأسها, قبل ان تغط في نوم عميق..!
لماذا تخلت عن قرارها اليوم, هل هي رسائلها المقيتة, تلك العادة الكريهة التي لم تستطع التخلي عنها..!
كم تتمنى عندما ترسل تلك الرسائل الباردة, لو أن كل الموجات اللاسلكية تنتهي فجأة, كما حاصرتنا فجأة ونعود الى ساعي البريد التقليدي, قد نلحق به, حين تختلط مشاعرنا, ونتأرجح مترددين..!
حتى مثل هذا المستوى من القرارات.. نعجز احيانا عن تنفيذه..!
اي ارادة نمتلك..!
ماأن استفاقت من شرودها حتى وجدت أن نقاطا كثيفة من الدم, لاتزال تنهمر من ساقها المتألمة حد الموت.. ليتنا نعيش في حياة بلا ألم, حاولت أن تقترب من مكان القدم المصابة, لم تتمكن حتى من لمسها, سكبت معقما بكثافة, ولكن الدم بقي يسيل, هل هو عقاب.. ؟
الساعة لاتزال الثانية والنصف ليلا..!
كيف فكرت.. حين وضعت هذا الكوب الكبير وسط العتمة الكثيفة, لينزلق على قدمها..
حين رنت جارتها باب المنزل, كانت لاتزال بين النوم واليقظة.. كأنها مخدرة من الألم.. دخلتا وخيوط الصباح تعاند انبثاقة متأنية.. الى اول مشفى على طريقهما..!
تحتاج الى قطبة.. ببرود شديد نطقها جراح العظمية..!
قطبة رافقتها عشرة أيام.. فرحت بها.. كانت تنظفها يوميا, التفكير بالمها الجسدي, أعاق اي تفتح آخر,
ألم بقطبة واحدة, غطى على كل آلامها الوهمية, الآن بعد أن تذوقت على مهل الألم الحقيقي..!
تدرك انه في الواقع لم يكن لديها أي ألم..
نحن أحيانا نخترع آلاما ونرمي انفسنا في احضانها تاركين كل المتع المحيطة بنا, تنفلت منا الى غير رجعة..!
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الأثنين 5-11-2018
رقم العدد : 16828
السابق
التالي