الحمضيات والحل الغائب…

مزارع الحمضيات في ساحلنا المعطاء.. يزداد بؤساً يوماً بعد يوم نتيجة لعجز الجهات المعنية عن إيجاد حل منصف لقضية تسويق محصول الحمضيات.. ما جعل موسم الحمضيات معضلة مزمنة تتكرر سنوياً… تعذر حلها وذلك من خلال تأكيد واعتراف الجهات الرسمية!!!.
فتراجع الأسعار من جهة وضعف عملية التسويق من جهة أخرى جعلت منتج الحمضيات تحت خط الفقر ولا سيما أن هذا المحصول هو الحيلة لمعظم مزارعي الساحل الذين أكدوا أن الوضع محرج جداً… وأنهم باتوا بأمس الحاجة لمد يد العون لهم… وأن الأسعار التي يبيعون بها أقل من التكلفة بكثير..! رغم كل التدخل الذي حصل من قبل الجهات المعنية إلا أن نفقات الموسم من فلاحة وسقاية وأسمدة وأدوية… وأيضاً أجور جني المحصول والنقل والعبوات… قد أرهقت كاهلهم… ما جعل بقاء المحصول على الأشجار وتساقطه أوفر من قطافه وبيعه!!. فمن المفارقات المحزنة أن سعر ربطة البقدونس على سبيل المثال أكثر من سعر الكيلو غرام من الحمصيات وأحياناً يكون الضعف في بعص الأصناف.
واللافت للنظر عدم وجود أي سعر في سوق الهال أقل من 100 ليرة لأي نوع أو صنف من الخضروات إلا سعر الحمضيات!!!..
رغم أن تكلفة إنتاج الحمضيات مرتفعة قياساً بمعظم المنتجات الزراعية من الخضروات… حيث ينتظر الفلاح طيلة العام لينضج محصوله… بينما زراعة الخضروات موسمية يمكن زراعتها في أكثر من عروة خلال العام.
ولعل كثرة الوعود التي باتت تتكرر في كل موسم دون أن يرى الفلاح أي حل.. دفعت الكثيرين من مزارعي الحمضيات إلى قلع أشجار الحمضيات… والتخلي عنها بعد أن قاموا بتربيتها وتنميتها كما أولادهم… وتحولت بساتين وحقول البرتقال الواعدة من نعمة بنيت الآمال والأحلام عليها كمصدر للعيش في كرامة وعدالة… إلى نقمة على مر السنين بغياب الحل المناسب لتسويق محصول الحمضيات… وتصدير ما يمكن منه… وتصنيع ما يفيض عن حاجة السوق المحلية وأسواق التصدير المفترضة.
اليوم نحن مجدداً أمام صرخة من فلاح منتج بات مهدداً بلقمة عيشه.. ما يدفعنا للقول إنه لا بد للحكومة من الذهاب إلى التعامل مع محصول الحمضيات على أنه محصول استراتيجي فالحكومة هي المعنية أولاً و آخراً بإيجاد الحلول أو التعويض لأن هناك من فقد قدرته على الاستمرار رغم أنه منتج.
نعمان برهوم

التاريخ: الأثنين 12-11-2018
رقم العدد : 16834

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب