مع مطلع كل يوم تتسرب التقارير الإعلامية والاستخبارية التي تؤكد تورط الحكومات الغربية الاستعمارية بتمويل الإرهاب في سورية، تلك الحكومات التي رعت التنظيمات الإرهابية في سورية ودعمتها بكل السبل وزعمت بالمقابل أنها تحاربها.
وآخر هذه التسريبات تمويل الحكومة الألمانية وأعضاء آخرين في الاتحاد الأوروبي للمرتزقة والإرهابيين في إدلب بعشرات الملايين من الدولارات كما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
لكن المفارقة المثيرة للسخرية في هذا الإطار أن عدداً من أعضاء البرلمان الأوروبي طالب بفتح تحقيق حول كيفية وصول الأموال المذكورة، ناهيك عن كميات ضخمة من الأسلحة المصنعة في الاتحاد الأوروبي إلى أيدي الإرهابيين في سورية ولا سيما تنظيم داعش الإرهابي.
لكن السؤال المهم اليوم هو أين كان هؤلاء الأعضاء حين كانت حكومات بلادهم واستخباراتها تشرف على نقل عناصر داعش من خارج سورية إلى داخلها؟ وأين اختفت أصواتهم حين كانت تلك الحكومات تتستر على تمددهم وجرائمهم في طول المنطقة وعرضها؟.
لقد تجاهلوا أن بلدانهم هي من دعمت الإرهابيين وصدرتهم إلى منطقتنا وهي التي سهلت لهم عبورهم وزودتهم بالمال والسلاح وتسترت على جرائمهم في المحافل الدولية.
إنه النفاق السياسي الذي اعتادت المؤسسات الغربية عليه على مدى الزمن في آلية تعاطيها مع أزمات المنطقة خدمة لأجنداتها ولمصالح الكيان الإسرائيلي معها، وهي ذاتها التي ترعى تلك التنظيمات الإرهابية في منطقتنا ثم تتباكى على ارتداد عناصرها إلى أراضيها.
أحمد حمادة
التاريخ: الجمعة 16-11-2018
الرقم: 16838