مهما يكن من شأن البرامج وخطط العمل المستقبلية التي يجري التسويق لها من حين لآخر فيما يخص رؤية الحكومة وتطلعاتها التي تحمل معها انفراجات
ونتائج تنموية تشمل جميع القطاعات وجوانب الحياة، فإن أكثر ما يهم المواطن اليوم هو أن يلمس آثاراً محسوسة تتجلى في تحسن مستوى معيشته التي وصلت إلى مراحل صعبة جداً، لم يعد ينفع معها كل الوعود المستقبلية والبرامج التنموية الطموحة..
فالمواطن الذي لم يعد يثق كثيراً بالوعود والتصريحات بسبب عدم التزام أصحابها بتنفيذ ما وعدوا، بات يحتاج اليوم إلى إجراءات وخطوات عملية حقيقية تخفف عنه الكثير من الأعباء التي نجمت عن تراخي الجهات المعنية في المعالجة، وترك الأمور لصالح العابثين بلقمة المواطن ومستوى معيشته..
ولعل من أكثر الجوانب التي تحتاجها الشريحة الأوسع من المواطنين اليوم هو إيقاف موجات الهجوم المتلاحقة على دخلها المتهالك بالأساس، ورفع الأذى الواقع على مختلف جوانب حياتها في الصحة والتعليم والأسعار والنقل و…، التي تشهد اليوم تسابقاً محموماً من قبل المستغلين وتجار الأزمات..
وإن كان من الأهمية بمكان امتلاك تلك الرؤية الاستراتيجية الواعدة الممتدة حتى عام 2030، فإن ما لا يجب أن يكون غائباً عن النظر هو أن هذه الخطة الطويلة الأمد، تتشابه في شكلها على الأقل، مع باقي الخطط والبرامج والوعود التي خبرها المواطن عبر عمل الحكومات السابقة وإلى اليوم ما يزال بانتظار تحققها..
الغاية من الحديث أن المواطن اليوم يحتاج إلى علاج شاف لما يواجهه من ترد في وضعه المعاشي قبل كل شيء، وهذا يندرج ضمن مسؤوليات الحكومة، وهو يكتسب صفة الإلحاح والضرورة، أكثر من الانشغال بالتفكير بخطط استراتيجية مهما كانت واعدة، ما زلنا حتى اليوم نتذكر مفردات ومصطلحات لخطط مشابهة لها سبقت، كانت أيضاً تتحدث عن مستقبل مشرق ونتائج تحمل معها الكثير من الرخاء والطمأنينة للوطن وللمواطنين..!!
محمود ديبو
التاريخ: الأحد 2-12-2018
الرقم: 16850