نسمة صناعية ..!

حثَّ وزير الصناعة الجديد المهندس محمد معن زين العابدين جذبة، على الاهتمام بأوضاع عمال شركات القطاع العام، الذين يُعدّون الركيزة الأساسية – كما قال – في الإنتاجية، كما حثَّ على تقدير جهودهم معنوياً ومادياً..!
وربط الوزير هذا التوجّه بضرورة الاعتماد ذاتياً على الموارد البشرية الموجودة في تلك الشركات، والاستثمار الأمثل لقدراتها ومهاراتها، وتحسين واقع العامل والإنتاج.
في الحقيقة لا نعرف حالياً ما مدى جديّة الوزير بهذا الكلام ..؟ الذي أطلقه في أول زيارةٍ ميدانية له لشركات حكوميّة في القطاع العام النسيجي بإحدى ضواحي دمشق، وكانت الزيارة لشركة وسيم للألبسة الجاهزة، والشركة الصناعية لخيوط النايلون والجوارب.
وعلى العموم فإنه بعد حين ستَظهرُ حقيقة ما إن كان هذا الكلام جديّاً، وسيأخذ طريقه للتنفيذ، أم أنه مجرّد كلام للاستهلاك يخفّفُ من أوجاع العمّال، ويسكّن آلامهم، بعيداً عن العلاج الكفيل بإزاحة الأمراض المُسبّبة لتلك الآلام والأوجاع.
الواقع هو أنّ الوزير(جذبة) وضع يده على الجرح تماماً، المتمثّل بعدم تقدير جهود العاملين، لا مادياً، ولا معنوياً، وبعدم تحسين واقعهم و أوضاعهم، وإن نجح الوزير الجديد بالوصول إلى ذلك التقدير للجهود مادياً ومعنوياً، وإلى تحسين واقع العمال وأوضاعهم، فإنه بكل تأكيد سينجح بكفاءة عالية بتحقيق تلك الآمال والطموحات التي أطلقها أثناء تفاصيل تلك الزيارة، كالعمل بروح الفريق الواحد على المستويات كافة في سبيل تطوير الإنتاج كماً ونوعاً، والاستثمار الأمثل لأدوات الإنتاج، وتأهيل العمالة، والعمل على التسويق الجيد، والبحث عن جبهات عمل جديدة، وتأمين عمال ذوي خبرة فنية جيدة، وخفض التكاليف، وزيادة الريعية، وتنويع المنتجات، والاهتمام بها وتطويرها، سواء تلك المنتجة لصالح الجهات العامة، أم التي تُطرح في الأسواق، وبما ينسجم مع الأذواق الدارجة وأذواق المستهلكين وفق الحداثة والتطور، وتدريب الكادر الفني على استثمار برامج التصميم في تحديث المنتجات لتمكينها من المنافسة في السوق المحلية، والاهتمام بعرض المنتجات في الصالات بشكل لائق.
أما إن بقيت أوضاع العمال على ما هي عليه، وكان الكلام الذي سمعناه للاستهلاك لا أكثر، فإنّ أيّاً من هذه الطموحات – على الأرجح – لن تتحقّق سلفاً.
كم نأمل أن يبقى الوزير عند كلامه، الذي جاء كالنسمة المُنعشة التي تمرُّ السنون بعد السنين، وعمالنا ينتظرونها دون جدوى، فكيف لعاملٍ يعيش هموم لقمة العيش، ومذلّة الاستدانة من هنا وهناك، أن يفكّر بريعيّةٍ أو خفض تكاليف، أو استثمار أمثل لأدوات الإنتاج وبرامج التصميم لمنافسة الأسواق واستهداف المستهلكين لإرضاء أذواقهم الدّارجة ..؟!! هذا لن يحصل إلاّ أن يحدث ما تحدّث عنه الوزير، فلكلّ حادثٍ حديث ..
علي محمود جديد
التاريخ: الأثنين 3-12-2018
رقم العدد : 16851

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم