انتبهت الى أن الغبار تكدس على الشاشة الكبيرة, مع أن تقنياتها لطالما أمتعتني خاصة حين كنت اعيد بعض الافلام مراراً وتكرارا, كما حدث معي في فيلم آفاتار حينها ارتديت تلك النظارة السوداء.. وشعرت انني أطير معهم في تلك الغابات الساحرة, أتجول مثلهم..وأحارب الاشرار..
ولكن تلك النظارة هي الاخرى أهملتها, مضى زمن لم تمتد اليها يدي..!
حين انتقلت الى منزلي المهجور, لم أنتبه الى أن تلفزيوني قديم, إلا عندما اضعت هاتفي المحمول, فإذ بي أستخدمه كخزانة ناسية تماما مهامه الأخرى..!
بينما حين تقطع الكهرباء بضع ساعات أبتعد فيها عن النت, أشعر بالضياع..!
وحينها فقط, قد أفكر بزيارة احد الأعزاء على قلبي.. وإن لم أفعل قد أفكر بالتواصل معهم.. الكترونيا!
لقد غيرتنا تماما الوسائل التقنية, وبرمجتنا, وبتنا نسير على إيقاعها, سواء أكان الامر صائبا أو مخطئا, نحن نفعله..!
وحين لانتابع التلفزيون عبر تلك الشاشة التي باتت تشعرنا بضيق كبير, موقنين انها محدودة باطار لايفكر صناع التلفزيون بكسر جموده فنيا أو فكريا..
هل هو عجز..؟
ربما.. ونحن نسابق الاخبار عبر مواقع الانترنت, نتفاعل مع الجديد, يدهشنا التجديد..
نتقلب في أسرتنا آخر الليل, حين تضل أيدينا الى جهاز التحكم.. رويدا.. رويدا.. ننسى حتى مكان وجود الجهاز..!
أياد كثيرة هي الاخرى ستنسى وجود أجهزتها.. بينما يركن التلفزيون الى مجد مضى, معتقدا أن لاشيء يتهدد عرشه, ثقة لن ينتبه الى هشاشتها الا ان اقتربت من منطق الربح والخسارة المادية..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 10-12-2018
الرقم: 16856