يشكو العديد من الآباء والأمهات بشكل عام سلوك أبنائهم وصعوبة التعامل معهم، فهم لا يقبلون ارشادا ولا نصحا أو حتى ملاحظة.
وفي النقاش لبعض التفاصيل يسوف كلا الطرفين آباء وأبناء بالحجة والدليل ان كلا منهما وجهة نظره صحيحة، طالما التشبث بالرأي سيد الموقف.وان عبارة صراع الأجيال تتسلل صمتا الى حياة الأسرة والعائلة والمتهم الأول لحالة التمرد عند جيلنا هو جهاز الموبايل الذي خطف الكثيرين من محيطهم الاجتماعي وهجروا علاقات العائلة الدافئة إلى عالم افتراضي زبائنه بالعشرات والمئات تحت عنوان أصدقاء.
يأس الأهل لا يأتي من فراغ وقد جربوا معظم النظريات التربوية الحديثة من ديموقراطية تعامل وحضارية نقاش وحوارية حديث،واستيعاب كامل لطوارئ سن المراهقة وما يفرزه من ضغوط نفسية وملحقات اقتصادية واجتماعية في زمن وظروف مفتوحة على كل ألوان الاحتمالات.
حيث التقليد وسرعة الامتصاص والاستهلاك والاقتناء لوجبات فكرية سريعة ومادية جاذبة من موضة وتسلية وألعاب ومسابقات تستهوي عقول الأبناء في ريعان الشباب الأكثر حساسية واستهواء لكل شيء،دون غربلة أو تمحيص مابين الغث والسمين.
علاقة جدلية متاخمة لحدود الاحتمال بين آباء وأمهات نفد صبرهم من تطنيش وعدم مبالاة الأبناء .وبين أولاد وأبناء كادوا ينفصلون عن الواقع الحقيقي والتعويض بواقع افتراضي متحرر من ضوابط وقواعد وشروط ما يجب ان يكون عليه الفرد من فهم ودراية للعبة التقنية وخداع برامجها لكثير من الوقت بغية استقطاب العدد الأكبر من الفئات العمرية الناشئة التي يغريها كل جديد.
ارهاق نفسي وجسدي يتبادله أطراف المعادلة في الأسرة والعائلة، وكثير من حالات التعب والانطوائية والانعزال تنتهي نهاية المطاف إلى مساحة اكتئاب وعزلة بين جدران منزلية ونفسية وتفكير مجهد لكيفية الخلاص من حالة توتر شبه دائمة مع أبناء معجبين بعقولهم فقط ،وحسرة آباء وأمهات على شقاء عمر يبدو سرابا.
غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 10-12-2018
الرقم: 16856