في مطلع كل عام اعتاد الناس أن يرسموا أحلاماً وردية آملين أن تتحقق خلال العام الجديد، متناسين كل أوجاعهم وآلامهم والصعوبات التي مروا بها، عسى أن تحمل لهم الأيام القادمة انفراجات وحلولاً والانتقال إلى وضع أفضل..
هي رحلة النفس التواقة إلى الآفاق الرحبة والعيش الكريم والإحساس بنكهة الحياة التي فقدناها خلال سنوات الحرب العدوانية على سورية، البعض يرى فيها هروباً إلى الأمام وترحيلاً للأزمات والمشاكل من عام إلى عام، فالمواطن لا حول له ولا قوة ولا مانع من أن يهرب من واقعه للغوص في بحور الآمال والأحلام والأماني بغد أفضل..
مع نهاية العام الحالي الذي يكاد يطوي آخر صفحاته غداً، رصدنا جملة من الآمال والطموحات وبعض التحديات لدى شرائح مختلفة من المواطنين، وبعد مضي عام كامل يجد المواطن نفسه يراوح في المكان، فكثير من تلك الآمال وبعض من الطموحات بقيت بعيدة المنال..
هذه المراوحة في المكان وإن كانت تبدو للبعض حالة من السكون إلا أنها في الحقيقة تحمل في طياتها تراجعاً كبيراً إلى الوراء، فالإنسان الذي لم يستطع أن يتقدم خطوة إلى الأمام خلال عام كامل، فهو في الحقيقة تراجع خطوات إلى الوراء وهنا تبدو المشكلة..
وإن كنا نريد أن نتحدث عن آمالنا فلا ضير في أن نحدد وبواقعية وموضوعية الأسباب التي تمنع تحققها، فمن غير المعقول أن يبقى الإنسان يدور في حلقات غير واضحة المعالم، ومن حين إلى آخر يتلقى وعوداً وتباشيراً باقتراب الحل وانزياح الغمة، ليجد نفسه بعد كل هذا مضطراً لتقبل الواقع على سوئه، دون أن يمتلك القدرة على التقدم أو فعل شيء تجاه ما يواجهه من صعوبات معيشية..!
محمود ديبو
التاريخ: الأحد 30-12-2018
رقم العدد : 16873
السابق
التالي