بموازاة الخبز تجهد الأسر السورية لتأمين ميزانية الدروس الخصوصية على حساب كل شي آخر من لوازم معيشية بما في ذلك الطعام واللباس والتدفئة ..
الغريب أنه وفي كل يوم تزداد الحاجة إلى التعليم الخاص وتزداد المرحلة العمرية المنضوية تحت جناحه لتصل إلى الصف الأول الإبتدائي!
بلا شك فإن الدروس الخصوصية من أهم الأسباب التي أدت إلى فقدان المدرسة هيبتها وتراجع دروها ..
أحد أهم أسباب انتشار المعاهد التدريسية الخاصة أنها أصبحت اليوم من المشاريع الأكثر ربحاً، و أصبح لمهنة التدريس أيضاً مشاهيرها الذين يتقاضون أجوراً خيالية، ووقتهم محسوب بالثانية والدقيقة، وقد تحتاج إلى (واسطة) أحياناً، كما يلزمك الكثير من الوقت و الانتظار لتحظى بساعة تدريسية عند المدرس الذي حصد نجومية في هذا القطاع الأكثر أهمية وتأثيراً في بناء المجتمعات وتطويرها !!
اليوم أمام القيادة التربوية الجديدة والمشهود لها بالكفاءة والنزاهة مسؤولية تجاه الأجيال القادمة والعائلات محدودة الدخل، أن تعيد للمدرسة اعتبارها وهيبتها ومكانتها السابقة ..
فلابد من مراقبة سير العملية التدريسية وجودتها وإنزال العقوبات بحق المدرس المتقاعس والذي عمد إلى توفير معلوماته وادخارها لما يوفر ويدخر له دخلاً إضافياً وأحياناً كبيراً ..
الإنصاف يقتضي النظر في إجور العاملين في قطاع التربية والتعليم حتى يكون بالإمكان استعادة المدرس إلى صفه ..
..تلك الأم التي لا تأبه لطلب ابنها (يريد ثياباً جديدة)، وتصرخ في وجهه قائلة لم تترك الدروس الخصوصية في جيبي ليرة واحدة إضافية ..مستقبلكم أهم ..
رسام محمد
التاريخ: الأحد 30-12-2018
رقم العدد : 16873
السابق
التالي