ترشيد الطاقة هو اكثر من ضرورة ،وتأمين حاجات المواطن هو الضرورة ذاتها ..أحلام ،أمنيات ،ورغبات،تقفز كل صباح ومساء الى واجهة النفس البشرية علّ الأمل يصدم المواطن بمفاجأة سارة من عيار تحسين الوضع المعيشي أيا كان لونه وشكله شرط أن يكون هو الحقيقة.
لقد تكيف السوريون طيلة حياتهم مع كل الظروف العابرة والمستجدات الطارئة ،ولنا في السنوات الثمانية من عمر الحرب العدوانية على بلدنا خير دليل على جبروت هذا الشعب الذي ضحى بأغلى ما يملك من أجل كرامته الشخصية والوطنية،وهو مستعد دائما للبذل والتضحية شرط ألا تبتزه أو تخذله قرارات مسؤولة جائرة،في ظاهرها منافع كبيرة وارتداد باطنها ويلات كثيرة..يحصد المواطن رجع صدى آلامها كل لحظة.
ساعات من الهم والقهر والانتظار يقضيها المواطن لتأمين سلعة أو مادة واحدة من حاجيات منزله ولنا في افتعال أزمة الغاز صورة واضحة ودليل فاضح لمرارة كسر ظهر الغالبية من الشعب ، إذ كيف لعاقل أن يصدق أن جرة الغاز متوفرة بستة آلاف ليرة سعر حر ، ولا يمكن الحصول عليها إلا بشق النفس في المنافذ العامة ! .ناهيك عن سوء توزيع مستحقات المازوت وعدم وصولها بشكل عادل إلى محتاجيها..
أما التقنين الجائر وغير المنتظم في العديد من المناطق رغم كل الجهود التي تبذلها الحكومة والوزارة للتخفيف ما أمكن عن أناس وحياة مرتبط تفاعلها بشكل مباشر مع وجود الكهرباء..قد أرخى الستارة على قائمة من التساؤلات والاستفسارات التي تبدأ ولا تنتهي .
في فترة الامتحانات كابد طلابنا ومواطنونا على أحر من الجمر عناء الواجب الذي يطارد أعباء الواقع بكل حيثياته، من فوضى وقلة أمانة وفتور الاحساس بالمسؤولية وغيرها الكثير .
بشكل عام يمكن القول : إن المجتمع السوري يقدر إلى حد كبير وخاصة في هذه الظروف ما تقدمه الدولة من إمكانيات على صعيد الصحة والتعليم وتقديم الخدمات من أوسع أبوابها، تعجز عن تحملها اقتصاديات دول كبرى،لكن ثمة تقصير من قبل البعض أكانوا مسؤولين أو أصحاب قرار في معرفة كيف تبلسم جراح وطن ومواطنين أغلبهم على درجة عالية من الوفاء والمسؤولية .
غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 7-1-2019
الرقم: 16878