انتقام المهزومين..!

على نقيض المنتصر الذي يملك القدرة على الصفح والمسامحة والغفران فإن من طبع المهزوم الحقد والتشفّي والثأر والانتقام، وإذا كان التاريخ شاهداً على انتقام الصهاينة من مدينة القنيطرة المحررة عام 1974 من خلال تدميرها، فإن حلفاءهم الأميركيين المنسحبين من شرق الفرات تحت دخان هزائمهم وبؤس خياراتهم العدوانية يكررون نفس السيناريو بطريقة لا تقل بشاعة وقبحاً، حيث واصل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن مسلسل حربه على السوريين في محافظة دير الزور بارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين تلخص الحالة المرضية التي وصل إليها مدّعو محاربة الارهاب والدفاع عن حقوق الإنسان.
التحالف الأميركي الذي ادعى زوراً وبهتاناً طيلة السنوات الماضية أنه تدخّل في سورية بهدف محاربة تنظيم داعش، وعاد ليوهم المجتمع الدولي بأن انسحابه يأتي كنتيجة لتحقيق هذا الهدف، لم ينتظر طويلاً حتى يكذّب نفسه ويفضح ادعاءاته عبر استئناف اعتداءاته على قرى وبلدات في ريف دير الزور بذريعة وجود التنظيم فيها، فإذا كانت واشنطن قد أنجزت مهمة القضاء على التنظيم الإرهابي ـ كما تدّعي ـ فما مبرر هذه الغارات التي تقتل الأبرياء في سورية، ما لم تكن تعبيراً عن حجم البشاعة والقبح اللذين يعششان داخل ضمائر صناع الحروب والموت في البيت الأبيض والبنتاغون.
القبح الأميركي لم يقتصر فقط على قتل المدنيين السوريين بالفوسفور الأبيض المحرم دولياً وتدمير مدنهم وقراهم بأحدث وسائل التدمير والتخريب واختراع الذرائع المضللة لإقناع البلهاء والسذج، بل تجلى بصورة أكثر وقاحة في العرض الذي قدمه ترامب للمجرم الآخر أردوغان بإقامة «منطقة آمنة» للأطماع التركية داخل الأراضي السورية، في استنساخ لوعد بلفور الذي أعطى ما لا يملكه في فلسطين لمن لا يستحق من الصهاينة المعتدين.
وقد لا نستغرب ـ والحال كذلك ـ أن يواصل الأميركيون المنسحبون مسلسل جرائمهم كتعبير عن المأزق الذي وقعوا فيه، ولكن مهما ارتكبوا من جرائم لن يكون بمقدورهم غسل العار الذي لحق بهم أو تجميل الصورة القبيحة التي ظهروا عليها، فللشعوب وللأماكن ذاكرة لا يمكن محوها..!

عبد الحليم سعود

 

 

التاريخ: الأثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب