عدة المستقبل تحتاج لكثير من الرعاية والاهتمام بدءا من الأسرة التي يتطلب منها ترسيخ التعليم الصحيح خلال السنوات السبع الأولى ،باعتبارها أهم مرحلة في التنشئة والتأسيس للطفولة المبكرة، لأن التربية كسلوك ومفهوم هي علاقة مترابطة ومتكاملة الأدوار بين الأسرة والمدرسة ، حيث الأخيرة تعتبر الحاضن الثاني للطفولة المبكرة.
من هنا تأتي أهمية منظمة طلائع البعث التي رفعت منذ تأسيسها شأن الطفولة ونظمت عملها وعززت قدراتها وأطلقت مواهبها وأبرزت روادها، وكانت الأساس المتين للانطلاق بالأجيال كداعم وسند لجميع مراحل التعليم اللاحقة .
مهام تربوية كثيرة رسختها المنظمة في أنشطتها وبرامجها وفعالياتها ومعسكراتها التي أخذت تعود للحياة من جديد أهمها روافد القيم من حب وعطاء وإنسانية وانتماء وطني يقوي أواصر المجتمع ، ويعزز تماسك أبنائه .
نحن أحوج اليوم أكثر من أي وقت مضى على بناء جيل قادر على العطاء بكل أشكاله ..أن نعيد التوازن لشريحة عمرية صغيرة عانت من كل أشكال التشوه في الصورة والمشهد والتفكير ،وانزاحت لدرجات بعيدة من الجهل والتخلف وأصبحت أثيرة التجنيد لتنتقل إلى ضفة القتل والتخريب وتغادر براءتها إلى عالم الكبار المتوحش .
طفولة بعضها عائد من تحت الركام ضعفت عندها رؤية التمييز بين الصالح والطالح ، فقدت الأمومة،وكل حضن دافئ باستثناء حضن الوطن الذي بقي الأساس لتقديم كل أشكال الدعم النفسي المعنوي والمادي والإنساني..وحده من يعيد الأصيل إلى أصله، ويبلسم جراح الجميع ،بمن فيهم العاقون .
فما يزرع من غراس صالحة في تربة خصبة ونقية لاشك انها ستعطي الجودة والوفرة من الثمار والإنتاج وجني المحصول.
غصون سليمان
التاريخ: الأثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890