بيان رقم «2»

من قال إن الأزمات ليست صناعة احترافية بامتياز فهو واهم.. ومن لا يريد الاعتراف بوجود طبقة من السماسرة والتجار طفت على سطح الحرب كالأسماك النافقة فهو مخطئ.. وكل من يتعمد صرف نظره إلى أماكن أخرى غير المسرح العملياتي لكل من فقدوا ضمائرهم أو باعوها بأبخس الأثمان لبلع ما يمكنهم بلعه من مكاسب مادية خاصة بهم نظير قيامهم -عن سبق إصرار وتصميم وترصد- بأعمال وممارسات تجارية غير أخلاقية وغير شرعية أو إنسانية.. فهو أعمى، شأنه في ذلك شأن من لا يرى الفساد من الغربال.
هذه الكلمات ليست مقدمة تسبق محاولات البعض تنصيب نفسه كمحامي دفاع عن أي جهة عامة كانت، ولا لذر الرماد في عيون المواطن الذي ما زال مؤمناً بأن طاقة الفرج (غاز + مازوت + كهرباء + أسعار المواد والسلع الأساسية) ستفتح من جديد وفي القريب لتنزع عن كاهله جزءاً كبيراً لا نذراً يسيراً فقط من لسعات برد الشتاء الذي كان وما زال قارساً، ليس لأسباب تتعلق فقط بزيادة الطلب وقلة العرض الطاقي -عند الكل لا البعض-، وإنما نتيجة الموبقات التي يتففن تجار الحروب وصناع الأزمات بابتداعها في أسواقهم السوداء المظلمة من خلال احتكارهم ومزاحمتهم ومضاربتهم الشيطانية التي مكنتهم بأسعارهم العالية ومكاسبهم الخيالية من خطف اللقمة من معدة لا من فم المواطن.
نعم فعندما تتحوّل الحرب القذرة إلى تجارة رابحة، وباب استرزاق لدى البعض من الداخل والخارج، يصبح المشهد أكثر تعقيداً وتداخلاً، ولا سيما مع نشوء طبقة من المنتفعين والمرتزقة وأصحاب المصالح الشخصية النتنة الذين يعملون من حيث يدرون على صبِّ الزيت على نار العقوبات والحصار الجائر الذي أطبق على بعض قطاعاتنا الحيوية وتحديداً منها الطاقية كما أنفاس أصحاب الدخل المحدود الذين لم يعودوا قادرين على رؤية هذه الشريحة تسرح وتمرح على مرأى ومسمع الكثيرين، ولا يستطيعون حتى تقبل أي وعد أو تطمين (تخديري) وإنما يصرّون على مطالبة أصحاب الصفوف الأولى داخل مطبخ القرار الاقتصادي والخدمي والمعيشي والحياتي التحرك استراتيجياً لا ترقيعياً أو مرحلياً لإعادة عقارب الساعة ليس إلى ما قبل انطلاق الشرارة الأولى للحرب عام 2011 وإنما إلى ما قبل الشهر 11 من عام 2018 حيث كانت الكهرباء والمازوت والغاز في حينها في عصرها الذهبي التوفيري، رغم أنف الحرب والعقوبات والحصار والسوق السوداء.
عامر ياغي

 

 

التاريخ: الأثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم