الاستثمار الأمثل

 

تعتبر الزراعة ركيزة أساسية من ركائز عملية التنمية، وهي العمود الفقري لاقتصاد الكثير من دول العالم، والمورد الأكبر للقطاع الصناعي والتجاري، ونواة لتحقيق الأمن الغذائي لأي بلد، وتحصينه في مواجهة العقوبات والضغوطات الخارجية التي تستهدف بالدرجة الأولى لقمة عيش المواطن.
الشعب الذي يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع يعيش بشكل مستقر، أما الدول التي تستورد كل ما تحتاجه من السلع والمنتجات الزراعية فغالباً ما تقع تحت رحمة ارتفاع الأسعار وتقلبات الأسواق العالمية والتزايد السكاني، ولهذا تعتبر التنمية الزراعية أحد شروط التنمية الاقتصادية وشكلاً من أشكال المؤشرات التي تبني عليه باقي القطاعات الصناعية المختلفة، وقد اتجهت الكثير من الدول لإقامة ما يسمى بالعناقيد الصناعية والتي تعتمد بالدرجة الأولى على مخرجات الزراعة كمدخلات للصناعة واعتبار العملية حلقة متكاملة بدءاً من الزراعة مروراً بالتصنيع وانتهاء بالتسويق بما يحقق ترشيد المستوردات وزيادة الصادرات.
إن العودة لسياسات الاعتماد على الذات والاكتفاء الذاتي، وحماية الصناعة الوطنية ودعم الزراعة تتطلب إعادة النظر بآلية الخطة الزراعية، والعودة إلى الاستثمار الأمثل لكل متر مربع قابل للزراعة، والاستفادة من كل قطرة ماء والبحث عن أساليب جديدة ومرنة لتوفير مستلزمات الإنتاج بأسعارها المنطقية، وتوفير البذار والأسمدة بمواعيدها المناسبة، وعدم التأخير بتأمينها كما حصل بمنطقة سهل الغاب منذ مدة، الأمر الذي أعاق المزارعين وأخرهم عن زراعة أراضيهم بالوقت المحدد.
لقد أولت الدولة القطاع الزراعي كل الدعم والرعاية، وذلك من خلال الإيعاز للجهات المعنية بتوفير مستلزمات الإنتاج كالمحروقات والأسمدة، وتقديم القروض الميسرة وبيع الغراس والأدوية البيطرية والأعلاف بأسعار تكاد تكون مقبولة، ودعمت أسعار شراء المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والقطن والتبغ، بالإضافة لمنح القروض متناهية الصغر للمرأة الريفية، وتشجيع التصنيع الزراعي، ووضع برامج سريعة للاعتماد على البحث العلمي الزراعي، ولكن بالمقابل لقد كان الاستثمار الخاص بالقطاع الزراعي خجولاً نظراً لارتفاع نسبة المخاطرة عند الاستثمار به لتأثره بالظروف المناخية، ولتعدد المنتجين لصغر حجم الحيازة الزراعية، ولتعدد حلقات الإنتاج والتسويق، وعدم تطوير أسواق الجملة.
دعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتأمين مستلزماته من الضرورات التي تقتضيها الظروف الحالية والمستقبلية سواء لتأمين احتياجات المواطن من السلع الضرورية من جهة أم لتعزيز صمود بلدنا من جهة أخرى.
بسام زيود

 

التاريخ: الأربعاء 30-1-2019
رقم العدد : 16897

آخر الأخبار
مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال "الشرع" وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته " الثورة " تفتح ملف تفاصيل وخفايا الجدال حول  استثمارات "تعبئة المياه'' الليكو لـ"الثورة": شروط صارم... رفع جودة الخدمات في اللاذقية قبل الموسم السياحي الشيباني يلتقي نظيره الفرنسي في نيس الفرنسية يربط الموانئ البرية والبحرية.. البراد: رفع الطاقة الاستيعابية لـ"معبر نصيب" الصناعيون يطرحون حلولاً إسعافية.. معامل السيراميك بين أزمة الطاقة والتهريب تكاليف الزواج تغتال فرح العرسان  هل يبنى الزواج على الحب..أم على الملاءة المالية ..؟! دراسات لمشاريع تنموية في درعا ضربات جوية تستهدف مناطق بريف إدلب تخلّف قتلى وجرحى كتّاب اللاذقية يطالبون بمشاركة أوسع وتحسين واقعهم المادي السورية للاتصالات: انقطاع الانترنت سببه عطل فني مؤقت تأمين مستلزمات العملية الامتحانية بالتعاون مع "اليونيسيف" الشرطة السياحية.. تعزيز للثقة بين السياح والمجتمع المحلي إزالة ألغام ومخلفات حربية في درعا  اقتصاد العيد.. يرفع حركة الأسواق 20 بالمئة السلم الأهلي.. ترسيخ القيم الاجتماعية والمبادئ السماوية د. عليوي لـ"الثورة": محاربة الجريمة بكل أشكا... ملك الأردن والرئيس اللبناني: أهمية الحفاظ على أمن واستقرار سوريا السّلم الأهلي.. يرسم ملامح سوريا ويخطّ مسارها الوطني تأمين نقل للمراقبين والإداريين المكلفين بالامتحانات في جرمانا "يديعوت أحرونوت":  استغلال ولاية ترامب للتوصل لاتفاقيات مع الدول العربية