ونحن نطالع هذا الفضاء الأزرق أو غيره من المواقع الالكترونية ثمة مايجعلنا نشعر بالخيبة..! نزاع حقيقي, تضارب بالأفكار, ثرثرة, إعطاء آراء مخالفة للسائد من باب الاختلاف, قضايا تُنشر قد تضر بالبعض ثم تظهر أنها غير صحيحة… والمؤسف أن مَن يتابعها الكثير من الذين يتبنون بعض الآراء وفيها الكثير من الإجحاف.
صحيح أن الحياة لا تسير بخطوط متوازية مع رغباتنا وأمانينا, وثمة ما يتعارض مع ما نريده ونطلبه, لكن ربما أن المفتاح الرئيسي كي نتعايش مع كل ما يتعارض مع
أفكارنا هو التفهم والحوار والنقاش مع الآخر..
التجربة سهلة ظاهرياً، لكنها قاسية في تفاصيلها, وصعبة في بعض الأحيان, فهذه المواقع أباحت لمن يملكون طاقات سلبية أن ينثروا أفكارهم على صفحاتهم فتصبح مسمومة ومضرة.
والدليل أن البعض قد فضّل الاتجاه نحو الانغلاق على الذات والبعد عن هذا العالم ما أمكن لعدم قدرته على البقاء أو الدفاع عن فكرة ما أو عمل إبداعي أو ثقافي حتى لاتبدأ الاتهامات جزافاً تلاحقه من هنا وهناك…
لاشك أن الأمر خطر ولابد من إيجاد السبل لوضع الحلول والضوابط المجتمعية الحقيقية… فلانريد لهذا الفضاء الافتراضي أن يسلب أقلامنا وحبرنا وثقافتنا.. نريد تنويراً حقيقياً لا شعارات فقط.. نريد ثقافة الحوار والنقاش داخل مؤسساتنا الثقافية والتعليمية, حتى يبقى الأملُ موجوداً من أجل مجتمع أكثر سلاماً وتناغماً يسوده العلم والمعرفة والحوار البناء.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 30-1-2019
رقم العدد : 16897