إن لم تستح افعل ما تشاء.. هو حال الواهم العثماني اليوم الذي وصل إلى أعلى درجات الاستهبال السياسي، فأردوغان لم يكل أو يمل من محاولاته المحمومة لتمرير أجنداته العدوانية والتوسعية حيال سورية، وإن كانت تحت لافتات إنسانية زائفة عنوانها المضلل مصلحة السوريين طبعاً!.
وادعاء اللص التركي بأن الهدف من إقامة المنطقة الآمنة المزعومة التي يسوق ويروج لها ليل نهار، هو لتمكين» 4 ملايين سوري موجودين حالياً في تركيا من العودة إلى بلادهم»، ما هو في حقيقة الأمر إلا لنجدة إرهابييه المأجورين من جبهة نصرة وسواها وعائلاتهم، الذين جنَدهم ليكونوا ذراعه اليمنى التي تمتثل لأوامره وتقتل وتُهجر السوريين بناء على توجيهاته.
كلام أردوغان وتصرفاته في الميدان، يؤكدان بأنه قد اتخذ على عاتقه بذل ما يمكن لإنقاذ أدواته الإرهابية من أي عمليات تحريرية وشيكة للجيش العربي السوري، قد تبدأ خلال الأيام، أو ربما الأسابيع المقبلة، فهو كما عرفناه جميعاً كان ضامناً للإرهابيين بالمعنى الحرفي للكلمة، سواء من جهة ضمان بقائهم على الأرض السورية، أو تقوية شكيمتهم عبر تسليحهم، أو حتى عبر عمليات المماطلة والمناورة وكسب الوقت التي كان يمتهنها على طاولات آستنة وجنيف.
الكرة السياسية توضع في ملعب «الباب العالي»، فهل يتلقفها أردوغان؟!، أم أنه سيبقى على ما هو عليه من حالة التنقل على حبال النفاق الدبلوماسي من فوق الطاولة، وشحذ وشرعنة الساطور الإرهابي من تحتها؟!.
الثابت لدى الجميع أن أردوغان لم يلتزم ولو بحرف واحد مما سبق وتفوه به، أما عن موقفه حيال اتفاق أضنة فنتوقع منه أن يداور في مكانه، فكيف له أن يتوقف عن دعم وتمويل إرهابييه في إدلب، وهم أداته التي يراهن عليها لتحقيق أوهام سلطنته البائدة؟!، وهل حقاً سيسحب بملئ إرادته قواته من المناطق السورية التي تحتلها؟!.
وحدها الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.. وإن كان الأثر يدل دوماً على المسير، فأردوغان أعطى الأوامر لقواته المحتلة لنهب الأراضي السورية، وبدأ عملية تتريك ممنهجة للمنطقة، ونشر مراكز احتلال عسكرية في كل مدن وقرى المنطقة، بالتنسيق مع متزعمي تنظيماته الإرهابية الذين يأتمرون بإمرته.
يضحك كثيراً من ينتصر أخيراً، ووحدهم حماة الديار من سيحررون الأراضي السورية من رجس المحتل التركي والأمريكي، ودنس إرهابييهم المرتزقة، طال الزمن أو قصر.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 30-1-2019
رقم العدد : 16897