تربية أخـلاقيـة

 

في خضم المتغيرات الطارئة على المناهج التربوية لم يتم لحظ مادة على غاية من الأهمية ألا وهي مادة التربية الأخلاقية، قد تبرر التربية وجود مثل هكذا مادة ضمن بعض المناهج، لكننا نقول من المهم جداً أن تكون هذه المادة منفصلة عن بقية المواد لأنها المدخل الرئيس لها جميعاً، ولا سيما أننا نعيش مرحلة على غاية من التعقيد وهذا يتطلب من مؤسستنا التعليمية الاهتمام بتدريس مادة الأخلاق في جميع المراحل الدراسية وفي جميع الاختصاصات.
فمادة (الأخلاق)، قد ينجح بها عامل النظافة، ويرسب بها حامل شهادات عليا، فالتربية الأخلاقية إذاً هي مجموعة من القيم الموجهة لسلوك الطفل لتحقيق أهدافه في الحياة، أو هي مجموعة من الخبرات التربوية التي يمر بها الطفل داخل الأسرة وخارجها، وهي بالتالي مجموعة من المبادئ الخلقية والفضائل السلوكية والوجدانية التي يجب أن يتلقنها الطفل، ويكتسبها ويعتاد عليها من تميزه وتعقله إلى أن يصبح مكلفاً إلى أن يتدرج شاباً إلى أن يخوض خضم الحياة.
فتعد التربية الأخلاقية بمثابة تربية للإرادة، وإذا كانت الأخلاق هي رصيد الكائن الذي يبلغ تفتحه الكامل، فمن المنطق أن نفكر في أن التربية الأخلاقية مدعوة لتتبع تطور الكائن الطبيعي خطوة بخطوة، فمسألة السلوك الأخلاقي تعد بمثابة الركيزة الأساسية التي يقوم عليها أي نشاط إنساني، فهي القوة التي تنظم الحياة الاجتماعية من كل جوانبها، فافتقاد الإنسان للسلوك الأخلاقي الطيب، ينعكس بصورة سلبية على تعاملاته، فالأخلاق ليست مجموعة من القوانين المجردة، بقدر ما هي أسلوب في التعامل مع الأفراد في مواقف الحياة العملية. وتتسم الأخلاق بأنها لا تنحصر في ميدان واحد واضح ومحدد المعالم من ميادين النشاط الإنساني، حيث إنها ضابطة للعلاقات الإنسانية في أي مجال من المجالات الحياتية للنفس البشرية.
وتعتبر الأخلاق قوة دافعة للسلوك والعمل، فالقيم المرغوب فيها متى تأصلت في نفس الفرد أو المتعلم فإنه يسعى دائماً للعمل على تحقيقها، كما أن هذه القيم تصبح المعيار الذي يقيس به أعماله وتوفر عليه الوقت والجهد، وتجنبه التناقض والاضطراب كما تحقق لسلوكه الاتساق والانتظام بحيث يصبح له من الثبات ما يساعد على التنبؤ بسلوك هذا الفرد في مواقف جديدة.
إذاً ما أجوجنا اليوم لتدريس هذه المادة في مدارسنا ولا سيما أننا نخرج من أزمة جد معقدة في السلوك الإنساني، وهذا ما يدفع لوضع مادة التربية الأخلاقية في سلم الأولويات للعملية التربوية، وقد يقول قائل إن مادة التربية الدينية تقوم بهذا العمل، لكننا هنا نخالف هذا الرأي لأن التربية الدينية في مناهجنا شيء والتربية الأخلاقية شيء آخر ومختلف جداً.ويبقى السؤال: هل يكون لهذه المادة مكان في مناهجنا المطورة..؟ هذا ما نتمناه..!!.
اسماعيل جرادات

asmaeel001@yahoo.com

 

التاريخ: الأثنين 4-3-2019
رقم العدد : 16923

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك