لا ندري كيف للولايات المتحدة الأميركية أن تتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم؟.. وهي أول المنتهكين لهذه الحقوق والحريات، وفي أكثر من مكان على هذه المعمورة، مجندة كل قوتها العسكرية والتقنية والسياسية والإعلامية، إضافة إلى تنظيماتها الإرهابية وعلى رأسها داعش لتنفيذ أجنداتها المشبوهة التي أصبحت مكشوفة أمام كل شعوب العالم.
والشاهد الحي على هذه الانتهاكات الجسيمة، ما يجري على أراضي سورية في هذه المرحلة من مراحل الحرب الإرهابية عليها، وخاصة في مخيم الركبان الذي حولته واشنطن وإرهابييها من مخيم لإيواء المهجرين من جراء إجرام التنظيمات الإرهابية، إلى معتقل يتم فيه احتجاز المدنيين من أطفال ونساء في ظروف صعبة جداً لا تتوفر فيها أبسط مسلتزمات الحياة.
ولم تقف إدارة ترامب وقواتها المنتشرة في منطقة التنف بشكل غير قانوني عند حد دعم الإرهابيين الموجودين في المكان كي يمارسوا إرهابهم على المواطنين السوريين المحتجزين رغماً عن إرادتهم هناك، بل تقوم هذه القوات الغازية بالقوة بمنع المهجرين الراغبين بالعودة إلى مدنهم وقراهم بعد أن طهرها الجيش العربي السوري من رجس الإرهاب الأسود وأعاد إليها الأمن والأمان.
فالمعاناة التي يعيشها السوريون في هذا المعتقل يتحمل وزرها بالدرجة الأولى، إدارة البيت الأبيض التي تتشدق ليلاً نهاراً بالحديث عن حقوق الإنسان بكل الأشكال، في سياق ممارستها للابتزاز السياسي الرخيص لتحقيق غايات لا تمت للإنسانية بصلة.
وإضافة إلى مسؤولية الولايات المتحدة كمنفذ ومنسق ومشرف على إرهاب داعش وغيره في سورية، تتحمل الأمم المتحدة الجزء الآخر من هذه المآسي والآلام، وعليها القيام بدروها الصحيح في هذا الشأن، وبدلاً من الانسياق وراء سياسة التزوير الأميركية، ومتابعتها لنصب المنابر الإعلامية والسياسية في بروكسل وغيرها للتباكي على حال المهجرين السوريين وذرف دموع التماسيح عليهم، كان حرياً بالمنظمة الأممية أن تساهم بشكل فعال بتسهيل عودة السوريين إلى بلدهم سورية، والتي تقوم بدور يضاهي دور الأمم المتحدة ودولها قاطبة، في تأمين مستلزمات الحياة الحرة والكريمة لمواطنيها.
راغب العطية
التاريخ: الخميس 14-3-2019
رقم العدد : 16931