بعد أن مضى زمن طويل, تكسر نبضي المرتجف وتبعثر همي.. هاهي مخاوفي تتبخر..!
نادرا ما يقلقني شيء.. توقفت تساؤلاتي, وبحثي الدائم عن استخلاص معنى وجدوى من أي شيء..!
حياتي.. تبدأ وتنتهي.. هذه اللحظة..!
هذا لايعني.. انه لايفرحني ضوء الصباح, ويحزنني مغيب الشمس..!
الجدوى, أتعبتني, كانت تقطع وصولي لطرقات ليست مألوفة, وتكتم بوحي المتمرد, وتخنق احاسيسي, وتربك تطلعاتي وتقمع خياراتي..!
طرقات حالكة السواد, مشيتها معتقدة أنني في نهايتها سألتقي بنوري الخاص, خلال السير, كل المشاعر السوداء رافقتني تحملتها, صبرت, حاولت التأقلم..
الان مجرد ان أرى طريقا حالكا, منذ البداية, أغير مساري, صحيح انني لاأتقن القيادة, أو اتقنها ولكني أخافها, لكنني أبعثر مخاوفي, اتخلص منها, مباشرة.. أقود على مهل, في طرقات قد لاتوصلني الى ماأردته دوما, ولكنها تحفزني للدخول الى طرقات فرعية لم اعتقد انني سأطرقها يوما..
كنت اختار طرقات رئيسية.. ومع ذلك لم أسلم من الحوادث.. ولكن من قال ان الطرقات الفرعية, لن تتحول يوما ما, إلى طرقات رئيسية, تدهشنا بتجددها ونحن نقود فيها على مهل, بينما تتدفق الافكار لتتكاتف معنا, وتسوقنا إلى حيث نستمتع من أعماقنا, بعيدا عن تشابكات دروب أدمتنا أشواكها, ومع ذلك كنا نردد مقولاتنا البائسة عن النتائج والجدوى..!
أي حمق.. لنترك مامضى..!
تختمر مع الوقت تجربتنا, وتنضج رؤانا, ونكتشف مدى هباء خططنا, خاصة حين تبقى مجرد خرائط ورقية, لاتكتسي بملامح حياتية..
قد لاتستحق بعض تجاربنا ماعشناه لأجلها, قد نكتشف بعد زمن أننا أضعنا وقتنا هباء.. ولكنها مضت.. كما يمضي كل شيء.. هي مجرد لحظات منحتنا حكمة ان نستقبل ونستمتع بكل مايرمي به الزمن في وجوهنا, حتى ان كان في لحظة عصيا على أرواحنا.
قد نفتقد لضجيج حياة حلمنا بها.. قد نفتقد لتسلل أفكار ملتهبة.. تخترق صمت وقتنا المتأرجح, لتنفض أطلال الغبار وتمنحنا فرادة تبدو في كل خياراتنا مشرقة كوجه شمس ربيعي لاينطفئ أبدا..!
soadzz@yahoo.com
سعاد زاهر
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
الرقم: 16934