قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا.
المعلمون الذين نحتفل بعيدهم، هم أصحاب الرسالة المقدسة، وهم بناة الأجيال الحقيقيون، لأنّهم يبنون الإنسان، الذي هو ركيزة المجتمعات، وأساس تقدمها، وتقديراً لجهودهم كونهم الشمعة التي تحترق لُتنير للأجيال دروب المعرفة والعلم، ونحن في سورية لهذا اليوم وقع كبير عندنا لأن المعلمين بناة حقيقيون.. يبنون الجيل الذي هو عماد المستقبل الذي ننشد الوصول إليه.
فيوم المعلم يعتبر حدثًا خاصًا للوقوف على العطاء الذي يقدمه ، فهو صاحب رسالة سامية يعمل على رقي المجتمع من خلال تربيته لأجيال تعمل على ذلك، فتعلمنا منه كيف يصير الحرف نورًا، وكيف تصير الكلمة براقًا يسري بنا من ضوء السراج إلى تقنية الاتصالات، فعلى يديه أدركنا أن المعرفة تصير سلوكًا، ويُعتبر المعلم أقرب الناس إلى طلابه، لأنه يُحاور عقولهم وأرواحهم ويدخل إليها من باب العلم والمعرفة، ويعرف مواطن المعرفة التي تجذبهم، ويُرشدهم إلى الطريق الصحيح.
فالمعلم يستحق الاحتفال في كل يوم، وليس في يومٍ واحدٍ فقط، ويوم المعلم ما هو إلا رمزٌ للتذكير دائماً بقيمة ما يقدمه، فلولاه لما كان هناك أطباءٌ ومهندسون ومحامون ولا أي شيءٍ آخر، وهو القادر وحده على أن يصنع من جهل الإنسان علماً لا ينضب ولا يزول، وهو وحده الذي يستطيع أن يُزيح عن العين غشاوة الجهل وعن القلب ثقل عدم المعرفة.
فأقل ما يستحق من الجميع أن يتم تكريمه والاحتفال به دائماً، وأن يُوضع في سُلم الأولويات كونه مُنقذ المجتمعات من شوائب الجهل والتخلف، فجميع الدول الراقية تعتبر المعلم في قمة الهرم، وكم قيلت فيه من القصائد والخواطر التي جمعت المدائح والوصف العميق وهنا نعود لنذكر بما قلناه بداية وهو ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
قم للمعلم وفّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وهو حقاً كذلك، يكادُ أن يكون رسولاً، فمن يحمل رسالة العلم هو فعلاً اقتربت مكانته من مكانة الرسل والأنبياء، فالمعلم يتحمّل من المعاناة الكثير كي ينقل خلاصة علمه إلى طلابه، دون أن ينتظر حمداً أو شكورا، لكن حق المعلم أن يكون دوماً في الطليعة لأنه يستحق. فلكل معلمينا نقول: كل عام وأنتم وبلدنا وقائدنا بألف خير.
asmaeel001@yahoo.com
اسماعيل جرادات
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
الرقم: 16934