مع اقتراب الموسم السياحي الصيفي يحزُّ بأنفسنا أن نتذكر سنوات ذهبية كانت تعد بمليارات الدولارات كعائدات وأرباح لقطاع السياحة السورية الذي كان يسير بمنحى تصاعدي رغم تواضع آلية الخدمات والمنشآت السياحية في وقتها، وأما اليوم فغالباً ما أصبح الاستثمار السياحي يتجه نحو الترف في تقديم بعض الخدمات، والترف أيضاً لجهة تقاضي الأسعار، ما وضع المواطن محدود الدخل في خيارات ضيقة أمام سياحته الداخلية.
لكن رغم ذلك فإنه مع اتساع رقعة المناطق المحررة على أيادي أبطال الجيش العربي السوري وعودة معابر مهمة لجهة الحركة الداخلية والخارجية، تشير التوقعات إلى تحسن بدأ يلحظ على هذا القطاع وما زال من المبكر الحكم في مشهد السياحة لهذا العام إلا أننا نعتقد أنه مهما يكن، فإنه أفضل من السنوات السابقة مع كلام عن استعدادات لوزارة السياحة ضمن هذا الإطار ومنها الحديث عن الشواطىء المفتوحة في وادي قنديل باللاذقية الذي أثير منذ أعوام بعد أن أصبحت بعض الشواطىء البحرية حلماً لارتيادها من قبل متوسطي وضعيفي الدخل.
لكن لا بد من وضع بعض الملاحظات فيما يخص الشواطىء المفتوحة لضرورة أن يكون الإجراء مطبقاً على الشواطىء في كل من محافظتي اللاذقية وطرطوس، كما أنه لا بد من أن يطول الشواطىء القريبة على المدن أيضاً فلا يخفى على أحد التكلفة المادية للوصول إلى المناطق السياحية البعيدة، ما قد يهدد بأن تكون تلك المناطق حكراً على من يستطيع الوصول إليها مادياً.
وضمن المنحى السياحي نعلم أن هناك جهوداً تبذل للتطور في الاستثمار، لكن ليس كل مؤسسة أو هيئة أو مشروع راكد يجب أن يتم اتخاذ القرار بإغلاقه واستثمار المباني المتعلقة فيه بمشاريع أخرى، ولعل ما يتم تداوله عن طرح مبنى البحوث البحرية في اللاذقية للاستثمار يطرح تساؤلاً: هل فعلاً نحن لا نحتاج لبحوث بحرية مع ما يطرأ من مستجدات عالمية ومحلية لجهة توزع الثروة السمكية في البحار وخطر بعض أنواعها إضافة للتلوث؟!.
وربما نحن نحتاج في كثير من المشاريع والمؤسسات لمزيد من التفعيل والتمحيص في أسباب الركود لإعادة الإقلاع والتفعيل وليس الاستغناء نظراً للأهمية..
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938